السلفية
السلفية ليست حزبا" ولا جماعة منظمة بأمير ونظام داخلي وأهداف ومرحلية وتخطيط وتكتيك بل هي تيار عريض موجود في كثير من بلدان العالم . ولهذا فالسلفية لا ترادف الوهابية لأن الوهابية هي سلفية السعودية وهذا ما لم يدقق فيه بعض المحترمين الذين كانت لهم وجهة نظر في مقالي ( ربيع الوهابية ). وبغض النظر عن المصطلحات وما وصل إليه بعض الناس من إعطاء مفهوم ضيق للمصطلح إلا أن السلفية "التي هي في الأصل ما كان عليه الصحابة ومن تبعهم وسار على دربهم " حملت مفاهيم متعددة:
فهناك السلفية الأصلية التي تقول باتباع الرسول و اصحابه ومحاربة البدع ، فهذا ليس محل خلاف بين أغلب المسلمين فكلٌ يقول بالكتاب والسنة .
وتفرع عن هذا الاتجاه العام
"السلفية العلمية" التي تعتني بالأدلة والتدقيق في الرواية لتنبذ الموضوع والضعيف وتكتفي بالصحيح ومن أعلام هذه المدرسة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله الذي كان يردد على مسامعنا ونحن شباب : في الصحيح ما يغني عن الضعيف . وسار في هذا الاتجاه عبد الرحمن عبد الخالق وعمر ومحمد الأشقر ومحمد ابراهيم شقرة وعلي الحلبي رحمهم الله ، وكثيرون من أصدقائنا المحترمين . وظهر من بين ظهراني السلفية أولئك الذين اهتموا بطرف السياسة بطريقة غير دقيقة فوصلوا إلى نتائج جد خطيرة من تكفير الحكام والدول بل وصل بعضهم لتكفير منتسبي الجيوش وأجهزة الأمن ومن أمثلة هؤلاء المدعو المقدسي والزرقاوي وبعض الذين كانوا في لندن ثم نقلوا إلى أماكن أخرى عبر اتفاقات بين الدول . ووصل بعض من ادعوا " السلفية " الى تبني التفجيرات في بلاد العرب والمسلمين كما هو الحال في تنظيم القاعدة بقيادة ابن لادن
"المنشق عن الوهابية" والظواهري ذي الجذور الإخوانية ومن ثم الجماعة الإسلامية وصولا" إلى ما سُمي بتنظيم الدولة الإسلامية.
واليوم تقف السلفية في مرمى نيران تحالف الأنظمة والطرق الصوفية وبعض المدارس الكلامية والأحباش وهو توجه على ما يبدو له ترتيب دولي فبعد استخدام القاعدة وتنظيم الدولة من الولايات المتحدة صار لا بد من حربهم وجرهم إلى مربع الخطأ والخطيئة وهو ما يحذر منه كثير من السلفيين.
في المحصلة فإن التيارات لا يقضى عليها لكن يمكن محاصرة التنظيمات ؛ لكن الأفكار والمعتقدات بعيدة عن ذلك ولا مجال إلا الحوار وقبول التعددية من قبل الجميع.
ويعيش السلفيون مخاضا" من التساؤلات:
هل نبقى على ما كنا عليه ؟ هل نؤطر أنفسنا في قالب تنظيمي؟ هل مسألة " ولي الأمر " مستمرة ؟ هل الجاميون والمداخلة منا ؟ هل وهل وهل كلها باقية بدون إجابات لان التيار لا رأس له ولا قيادة.