سؤال يردده العديد من الناس، وسؤال قتل نقاشا وجدالا ولم يعد هناك مجال للتفكير والبحث عن بدائل غير التطعيم، لقد ثبت على مدار التاريخ أن أي جائحة جثمت على العالم، لم تنته إلا بأخذ اللقاح، فقد عانت البشرية كثيرا من الأوبئة وتدميرها للمجتمعات الإنسانية والفتك بأعداد هائلة من البشر.
فكان ظهور اللقاح كطوق نجاة أنقذ العالم من شر مستطير، كاد أن يفني المجتمعات البشرية، فالاعتقاد أن اللقاح أمر غير ضروري أو أن وراءه مؤامرة كبيرة لم يعد مقبولا منطقيا. فلن يزول الوباء إلا باللقاح وأخذ المطعوم، فالإنسان هنا ليس لديه وقت للاختيار، فإما التوجس المستمر من الإصابة بكورونا، أو سلك الطريق الأسلم وأخذ اللقاح والاتكال على الله.
إن جهود وزارة الصحة ومؤسسة الغذاء والدواء لا تخفى على أحد، ووضع الناس في الصورة وتوضيح أهمية أخذ المطعوم لا يمكن التغاضي عنها، والمنصة التي أنشأتها وزارة الصحة لتجيب عن أسئلة المواطنين خير دليل على ذلك وأفضل طريقة لتشجيع المواطنين على أخذ المطعوم وتبديد أي شكوك بشأن المطعوم والأقاويل المنتشرة حفاظاً على صحة المواطن.
لماذا لا يسأل المتردد في أخذ اللقاح نفسه كيف يمكن للمجتمعات البشرية تدبير أمور أفرادها، إذا بقيت مستسلمة لفكرة الخوف من اللقاح؟! وكيف يمكن أن تستعيد الحياة طبيعتها؟! وكيف يمكن أن نتدارك التدهور المستمر بالاقتصاد والركود في جميع مناحي الحياة من الركود الثقافي والاجتماعي والتعليمي؟! التعليم الذي بات يشكل انتشار كورونا خطراً عليه يهدد مستقبل الطلاب والطالبات، فطريقة التعليم عن بعد مهمة وضرورية في هذه المرحلة، ولكن ليس الجميع على مستوى واحد من الوعي بضرورة اعتماد الطالب على نفسه في مذاكرة دروسه، وافتقاد الجدية في التعاطي مع نظام التعليم عن بعد لفقد الرقابة الذاتية والأسرية والمدرسية!
لسنا في ترف من الوقت كي نفكر في أخذ اللقاح أم لا!! علينا أن نكون متناسقين مع أنفسنا ومجتمعنا والواقع الذي حتمه علينا ظهور وباء كورونا.
(الغد)