انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة ثقافة التجميل عند السيدات، و تنوعت الجراحات و العمليات التجميلية بناء على حاجة المرأة من تغيير في شكلها أو تعديل أو ترميم أو إظهار الشكل المثالي الذي تريد أو التجميل خوفا من تقدم الزمن و إظهار آثاره على السيدات. بالإضافة إلى الحاجة التجميلية التي تستدعي ذلك مثل تشوهات خلقية معينة أو تشوهات ناتجة عن حوادث معينة.
ترتاد السيدات العيادات التجميلية المختلفة من خلال الإستدلال عليها من مقربين أو معارف أو من خلال المروجين على مواقع التواصل الإجتماعي ، فتذهب السيدة للعيادة دون التدقيق على طبيعة المواد المستخدمة في العملية التي تريد أو التركيز على تعقيم المواد المستخدمة في العملية، أو الإستفسار عن الطاقم الموجود في العيادات هل هم مؤهلون فعلا للقيام بأي جراحة تجميل أو حقن للمواد التجميلية أو استخدام الأجهزة بشكل صحيح؟
كلها تساؤلات يحق للسيدة أن يكون لها جوابا عليها قبل البدء بالعملية التجميلية.
كثيرة هي العيادات التي توظف أيدي عاملة غير متخصصة و مؤهلة بهذا المجال فتتدرب تدريبا على استخدام آلة أو الحقن غير الدقيق أو استخدام أدوات دون معرفتها علميا، فتكون الأخطاء الطبية عديدة و الشكاوى كثيرة، و أصبح بعض القائمين على بعض العيادات هدفهم تجاري بحت فلا يهمهم استخدام أدوات التعقيم نهائيا أو يتركوا العملية التجميلية لغير المؤهلين الذين يتدربون تدريبا عمليا دون تعليم متخصص.
من هذا كله أين هي الرقابة على عيادات التجميل من النقابات المختصة، و أين الرقابة الصحية من وزارة الصحة، و أين التفتيش على المراكز التجميلية ليكون هناك مواصفات ومقاييس للمواد المستخدمة و مدى تعقيم الأدوات، و البند المهم جدا هو توظيف عاملين مختصين مؤهلين للعمل في هذا المجال لأنه أصبح يشكل خطورة على صحة الناس فيجب تنظيم هذا القطاع بالتعاون مع وزارة الصحة و النقابات المختصة و ذلك كالآتي :
1) يعمل في العيادات شخص مختص و لا يعمل بها الا من خلال التسجيل في النقابة المختصة.
2) أن يكون كل العاملين في العيادات من ضمن الفريق الطبي الحاصل على مزاولة مهنة من وزارة الصحة.
3)أن يكون من ضمن الفريق الطبي صيدلاني يعرف ماهية المواد المستخدمة و طريقة استخدامها و آثارها الجانبية.
4)وغيرها من الإقتراحات.
كثرت الأخطاء الطبية الناتجة عن عمليات التجميل ، و نتج عن ذلك وفيات ، من هنا و جب على الجهات المختصة و السيدات تتبع الأسباب و مراقبتها و معالجتها، و نصحيتي للسيدات بوجوب الحذر من ارتياد العيادات دون التدقيق على ما يحافظ عليهن من بعد العملية و دون أن يسبب لهن مشاكل أخرى.
و بالنهاية ، فإن المرأة بطبعها تحب الجمال و التغيير و تسعى اليهما و هذه غريزة موجودة فيها فعليه يجب أن لا تتردد بذكر أي موقف سلبي ، أو التركيز على الأخطاء التي تعرضت لها جراء التجميل حتى يتعلم منها غيرهم ويتم معالجة الأخطاء الموجودة في العيادات الطبية.