إصلاح النهج في مئويتنا الثانية .. هل هو مطلب أم حاجة؟
د. م. محمد الدباس
06-05-2021 05:34 PM
تعلمنا دوما من قواعد الإشتباك الإيجابي في حياتنا العملية، ومن (النحو) تحديدا وأقصد (قواعد لغتنا العربية)؛ كونها وسيلة للتواصل والتفاعل، بأن المبتدأ والخبر في لغتنا العربية لم يكونا يوما بحجم الفعل والفاعل في سياق الجملة الفعلية، ولا أقصد الجملة الإسمية، فالفعل الفاعل المجرد هو من يقود التغيير والتبديل بالفعل لا بالكلمة، وهو من يصنع المفعول به والمفعول المطلق ويُغير "الحال والصّفة" من حال إلى حال.. وعند الحديث عن الإصلاح المنشود؛ فإننا نتحدث عن أمل في الوصول الى حضارة أفعال لا أقوال.. هي حضارة مبنية على الإجراءات والمستلزمات المطلوبة لا الحضارة النصية القولية-الإسمية.
أملنا بأن تكون بادئة مئويتنا الثانية مرتكزا لحضارة بكوادر مختلفة... فما حدث كان كافيا ودليلا دامغا فُرض على الدولة الأردنية كمطلب شعبوي بناءً على بينات خطية وشخصية (طفح) بها مشهدنا الأردني، فما كان من رأس الدولة إلا توجيه الحكومة والتأكيد عليها مرارا وتكرارا إلى قيادة نهج إصلاحي جدي وفاعل، تم البدء فيه في ظرف استثنائي على كافة الصعد السياسية والاقتصادية الملمة بالوطن، وها نحن نشهد بدايات ملامحه من التغييرات التي حصلت في مكتب الملك ومستشاريه.
مئويتنا الثانية هي طوق النجاة للوطن؛ والبدء في الإصلاح السياسي والإقتصادي هو نهج منشود منذ زمن؛ وإن تم اكتشاف أهميته وتسليط الضوء عليه من الأحداث الملمة في وقت سابق غير بعيد، ترى من سيقوده لأنه سيكون محرك التغيير المنشود؟!. هل سيكون ممن عفا الدهر عليهم باسقاطاتهم البالية مثلا؟ أم من جيل لا يعرف الكلل ويبحث عن التغيير؟..
الإصلاح كذلك.. كفعل فاعل لن يجدي بدون توافرية من الأدوات الفاعلة ومنها: الكوادر المختصة، والتشريعات المعاصرة لتنظيم الحياة السياسية، والرغبة والإيمان المطلق بضرورة الإصلاح أو كما يعرف اصطلاحا ب (Well) ، وبغير ذاك سيتحول الى مفعول به، وعندها لن يطالنا إلا العنوان فقط امام وقت ينفذ ليس بصالح دولتنا الأردنية، وبالمحصلة لن نصنع الاصلاح المطلوب.
كنت قد تحدثت وعبر مقال سابق لي عن متطلبات الدخول للمئوية الثانية، وأعتبرها بأنها أقرب ما تكون للشروط المرجعية للإصلاح (Terms of References TORs)، وأضفت بأن ما نحتاج من ركائز لدخول المئوية الثانية هو: مدى توافرية الكوادر المختصة ونبش الصالح منها؛ واستقامة التشريعات وإدخال تعديلات جوهرية عليها، وقانون انتخاب عصري محفز للمشاركة السياسية، ورؤيا جديدة للدولة تلبي طموحات الشعب بالرغم من كل الإخفاقات التي شهدناها في وقت سابق؛ مع ضرورة مخافة الله في هذا الوطن، عندما سنشهد اصلاحا بالمعنى الشمولي والمطلق.
"حمى الله الوطن والقائد وحماكم جميعا" ..