في مشهد تشكيل حكومة الطوارئ في رام الله أمس لا يوجد ما يشير الى ما هو طارئ, فالوجوه مرتاحة, وهناك ابتسامات خفية تدل على خبرة وعراقة في المشاركة في الخلافات بين الاخوة, كما أن حركة الوزراء والوزيرات باتجاه الرئيس عباس حيث يؤدون القسم كانت حركة عادية مرتبة مبتهجة بعض الشيء, وجرى التقاط الصورة التذكارية بما يمكن المشاركين فيها أن يشرحوا لأحفادهم في المستقبل:
- هذه الصورة عندما شاركت بحكومة الطوارئ!
- ومين خالتو اللي بالصورة؟
- كمان كانت معنا بحكومة الطوارئ!
معلق إحدى الفضائيات لفت الانتباه الى أن الطوارئ قائمة في غزة حيث توجد حكومة "غير طارئة", بينما الوضع في الضفة الغربية "يبشر بالخير" وهناك وعود سريعة على هذا الصعيد, ومع ذلك فالحكومة هناك هي حكومة طوارئ.
مع كل الذي يجري ورغم سواد الصورة الحالية, فإن الشعب الفلسطيني وخاصة في العقدين الأخيرين كان بالفعل شعب المفاجآت الكفاحية الكبرى, وعلى الأقل فإن هذه الأوضاع الحالية على سوادها, غير مسكوت عليها وغير مستقرة ولا تحظى بالرضى بعكس ظروف سابقة مرت بها الأرض المحتلة وامتدت لزمن طويل بعد الاحتلال تصدى للزعامة فيها المتعاونون مع المحتل بصفتهم متعاونين, فيما كان قادة الشتات ومنهم من شارك في صورة يوم أمس يتقاتلون في بيروت وبنفس الوقت كانوا يحظون بالثقة عند الناس كمشردين بعيداً عن أرض الوطن.
علينا أن لا نفقد الثقة بحساسية الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة, وهي حساسية كانت على الدوام كافية للتأشير على ما هو صحيح.