عائدة من جلسة عمل من عمان إلى السلط نتوقف عند إشارة السرو والحرارة مرتفعة والأعصاب مشدودة ننتظر الضوء الأخضر للأنطلاق في العادة يتجمهر الأطفال طالبين الحاجة لا اعطيهم اهتمام بسبب اني اذا ساعدتهم اشجعهم على التسول وفي خضم ذلك لفت انتباهي شاب بين السيارات يمشي حاملا الورد ويحمل ايضا ابتسامة كبيرة وهو يبتسم للجميع سواء اشتروا منه الورد ام لا، طلبنا منه الورد واعطيته ما به النصيب، الورود تعطي الأمل الحب السعادة، تكون شخص ماعندك طاقة وتتحول إلى شخص مبتسم بسبب بائع الورد المبتسم في بضع ثواني.
هذا الشاب استخدم شيء متوفر للجميع ولكنها غائبة أصبحت في حياتنا هي (الأبتسامة) لانه قرر ان يغير النظرة المحزنة والعبوسة المعتادة للتسويق وهي استفزاز مشاعر الرحمة عند الفئة المستهدفة وقرر ان يغير ويستخدم أداة جديدة تعبر عن الحب والسعادة وهي ابتسامة عريضة فتنتج مشاعر الامتنان والامل..
حيث اني طالبة بكالوريوس ادارة الموارد البشرية استنتجت ان هذا الشاب قام بخطة تسويقية وحتى وان لم يكن يدرك النتائج فهو عرف ان هذه فئته المستهدفة وبدأ في التركيز عليهم احس بهم وتعرف على ما يحتاجون، نحن الآن جميعا لا نحتاج في الشعور في الخوف والحزن لا نريد أن تؤكد لنا وسائل الإعلام ان الموت قادم والكرونا لن ترحمنا بل نريد مثل هذا الشاب الذي عرف ما نريد وهو الأمل فجاء موزعا ابتسامات من شاب في اشارة لمدة لحظات لتحذبنا
عرف كيف يكسب عملائه بأداة بسيطة مجانية ومتوفرة لدى الجميع، هذا الشاب جعلني افكر في الملايين التي تصرف على أدوات وخطط تسويقية من دون تفكير وما هي امكانياتنا الحقيقية لكسب وجذب الزبون بأقل تكلفة وفي كثير من الأوقات نحتاج نعطي لنأخذ لا نفكر في الأخذ دائما..
علينا تطوير منظومة ادارة الموارد البشرية وخطط التسويق في كل منشأة ومؤسسة حكومية وخاصة لننهض في الوطن ونكون أصحاب تطوير وإصلاح لأن الانتظار في معجزة ربانية لن تأتي.
* ناشطة اجتماعية ورئيسة جمعية رائدات الصبيحي الخيرية