قسم العلماء الروائح إلى ثلاثة أقسام:
- روائح تشعر الإنسان بالامتلاء والشبع.
- روائح تعالج الاكتئاب وتحسّن المزاج.
- روائح تساعد الجسم في التخلص من السموم.
لنركز على النوع الأول من الروائح، تخيلوا أن نملأ خزانات من هذه الروائح ونرشها، بواسطة الطائرات، في جميع أنحاء وطننا العربي الكبير، حيث نحصل فورا على نتائج مذهلة، ونتحول إلى نوع من الكائنات الأسطورية التي تحدث عنها هوميروس في (الإلياذة والأوديسة)، وسمّاها (الأستونات) وهي كائنات لا تحتاج إلى الطعام على الإطلاق. فنحقق حلم المطربة سميرة توفيق التي غنّت قبل عقود:
لا بوكل ولا بشرب
بس أتطلع بعيوني
بالليل يا عيني بالليل
تخيلوا أن يشبع المواطن العربي تماما، حيث يتخلى الغني عن الأكل ولا يحتاج الفقير إليه، إلا لمجرد التسلية أو التغيير، فنتخلص فورا من أمراض القلب والشرايين وكافة أمراض وأعراض التخمة والجوع معا، فنتحول الى شعب أرشق من الجنادب، وهو شعب نظيف لا ينتج الفضلات، فتصبح المدن والشوارع أنظف، وتتحول المجاري الى أماكن جميلة يلعب فيها الأطفال لعبة (الإستغماية).
يتوقف الطعام عن تفريقنا وتقسيمنا ، فلا هذا شعب المناسف ، ولا ذاك شعب المسخن والملوخية ، ولا تلك شعوب المندي والكبسة، ولا أولئك شعوب الكسكسي،ناهيك عن ال(باتشا) والكبة النية والبامية ووووو. بالتالي لا يحتاج المواطن العربي إلى تضييع أكثر من نصف مدخوله الشهري على الطعام والشراب، فتتحول هذه الأموال للتعليم وللترفيه.
حتى أننا قد نصبح أقل تبعية للغرب، وأقل استهلاكا من كل شئ، فنتفاوض معهم من أجل تحسين شروط عبوديتنا، تمهيدا الى الوصول للتبعية فقط، وبعدها للاستقلال في القرن الثلاثين، كحد أقصى.
هذا بالنسبة للروائح المانعة للشهية، أما بالنسبة للروائح التي تعالج الاكتئاب عن طريق رفع نسبة السيراتونين، فإننا – على الأغلب – نحتاج الى كميات أكبر بكثير.
ولا أنصحكم بإستخدام الروائح التي تؤدي الى التخلص من الكورونا وأخواتها والأوبئة والسموم عامة لأني أخشى أن تخلصنا هذه من تأثيرات الروائح الخاصة بالشبع، وتلك الخاصة بمعالجة الاكتئاب فتعود حليمة الى عادتها القديمة.
الدستور