الادارة الاميركية مصرة حتى اليوم رغم ما لحق بها من مخازي بسبب كذبها وتلفيقها وتزييفها للحقائق ، على المتاجرة بشعار احترام حقوق الانسان ... فهذا الشعار الذي طالما استخدمته الادارة الاميركية الحالية منذ بداية عهد الرئيس بوش الابن وبطانته من المحافظين الجدد ضد اي دولة تعارض سياستها الخارجية الرامية الى بسط الهيمنة الاميركية على مقدرات دول وشعوب العالم كسيف مسلط لابتزازها وتشويه صورتها ، قد فقد بريقه والقه واهميته ، واصبح شعارا باهتا عديم التأثير والفعل في اوساط الرأي العام الدولي الرسمي والشعبي ...وذلك لان اهدافا استعمارية مريضة وخبيثة تختبىء وراء هذا الشعار الذي كان في العقود السابقة موضع تقدير واحترام واعجاب دول وشعوب المعمورة ..

فلم تعد روسيا او الصين مثلا او غيرهما من الدول التي كانت وما زالت تتعرض لابتزاز هذا الشعارتعبه به او توليه اي درجة من الاهتمام ... اللهم باستثناء الدول العربية والاسلامية التي تصر ادارة المحافظين الجدد في واشنطن على اشهاره في وجه حكوماتها لابتزازها وترويعها .. فهي تتباكى هي وحليفاتها التي تدور في فلكها في الاتحاد الاوروبي على حقوق الانسان في اقليم دارفور السوداني وفي الصومال وفي لبنان وفي قطاع غزة ، وفي العراق قبل غزوه واحتلاله ..

اما جرائمها في العراق وفي افغانستان ، وجرائم اسرائيل في فلسطين ولبنان وهي جرائم غير مسبوقة في بشاعتها ووحشيتها وفي دوافعها العنصرية والفاشية ضد امتنا العربية والاسلامية ، فان ذرائعها ومبرراتها جاهزة في قاموس السياسة الاميركية والغربية المتصهينة ...

وحتى الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية والسياسية التي تشعلها وتؤججها الادارة الاميركية في العراق والسودان والصومال وفي لبنان وفي قطاع غزة والضفة الغربية ، والتي سقط ويسقط المئات من ضحاياها العرب بصورة يومية ، فان ذرائعها ومبرراتها جاهزة لدى الناطقين باسم البيت الابيض والخارجية الاميركية ..

وحتى الفظائع التي تقشعر منها ابدان الاميركان انفسهم في ابو غريب وغوانتنامو وفي السجون الاميركية المنتشرة في دول حلف الناتو ، تبررها ادارة الرئيس بوش بالاكاذيب والافتراءات المفضوحة .. فأين احترام حقوق الانسان في كل ذلك ؟!!..

واذا ما واصلت ادارة الرئيس بوش هكذا سياسة استعمارية كريهة في اثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية ، وواصلت تدخلها السافر في شؤون الدول العربية ، فان حروبا اهلية تأتي على الاخضرواليابس وعلى الزرع والضرع وعلى الانسان قبل كل شيء ستشهدها المنطقة ..

لكن في قاموس الادارة الاميركية ، فان لجرائم الحرب التي تقارفها القوات الاميركية في العراق وفي افغانستان وفي الصومال اسماء اخرى حضارية تفاخر بها .. وللغزو الاميركي الاستعماري للدول الاخرى الامنة المسالمة واحتلالها وتدمير مدنها وابادة اهلها والقضاء على انجازاتها الحضارية والمدنية والاقتصادية اسماء اخرى كالتحرير مثلا.. يوم امس اعلنت حكومة اولمرت الاسرائيلية انها ستقطع امدادات الكهرباء والماء عن قطاع غزة وستحكم الحصار على اهله ، فكيف سيكون اسم هذا الاجراء العنصري الهمجي في قاموس البيت الابيض ؟!!..

واين حقوق الانسان في هكذا اجراءات .. ام ان البيت الابيض يرى في ذلك مالا يراه غيره ، ويرى ان حكومة اولمرت تفعل الصواب على غرار ما تفعله القوات الاميركية في العراق؟!!..