الجامعات في مواجهة تداعيات التغير المناخي
د. عمر علي الخشمان
04-05-2021 12:46 PM
تعتبر الجامعات عقل الأمة وضميرها وساعدها القوي ضد الجهل والتخلف والانغلاق والتطرف فضلاً عن دورها الهام في صقل شخصية الطالب الجامعي وتعزيز الانتماء الوطني والمواطنة الصالحة في نفسه وايقاظ الوعي التاريخي والحضاري للأمة وهذا كله لا يتم بعيداً عن متطلبات وحاجات الوطن لمثل هذا التصور والفهم الواضح لدور الجامعات ورسالته, الجامعات هي موطن البحوث الرائدة والدراسات العلمية التطبيقية في المجالات المختلفة هي عنوان الابتكار والتميز والابداع وتقام فيها مختلف البرامج والندوات العلمية, انها المكان الانسب لفهم ظاهرة التغير المناخي والحد منة وبناء مستقبل مستدام, الجامعات لديها فرصة ومسؤولية لجعل الاستدامة محور البحث والتعليم في الوطن ويجب ان تكون هناك شراكة فاعلة مع المجتمع المحلي والقطاعات الاخرى من اجل التغير.
طلبة الجامعات هم املنا الكبير في بناء المستقبل ويجب توجيهم وتنمية قدراتهم واعطاءهم الفرصة الكاملة للتفكير النقدي والتطبيق العملي ومنحهم الخبرات المتخصصة بالمناخ استثمارا مهما في تطوير وبناء القدرات الوطنية وتنمية افكارهم والتوجة الى البحوث التطبيقية العملية التي تقدم للطلبة فهم عميق للتغير المناخي في مواضيع متعددة لها ارتباط بالتغير المناخي مثل استهلاك الطاقة, الطاقة المتجددة, الطقس والاحوال الجوية, الكوارث والطوارى, تكيف النظام الاقتصادي, صحة الانسان, المياه , الحياه البحرية, المحاصيل الزراعية, والمساواه الاجتماعية وغيرها من المواضيع التي تجعل من طلبة الجامعات ان يكونوا حقيقة صناع المستقبل والسياسة القادمة, ولقد اطلقت استراليا اولى المجالات الرائدة والبارزة في التعليم من اجل مواجهة التغير المناخي من خلال ادراج وحدات تعليمية عن التغير المناخي في جميع الموضوعات الدراسية لان المهمة الاكبر نجاحا والاطول امدا والاكثر تحديا هي تطوير انظمة التعليم التي تزود الطلبة بالمهارات المطلوبة والمعرفة اللازمة للتعامل مع التحديات المستقبلية.
دور الجامعات هام وحيوي في مواجهة تداعيات التغير المناخي لتحقيق التنمية المستدامة وذلك من خلال تفعيل وتطوير وبناء الطاقات والقدرات الوطنية في مجال التغير المناخي والتي تتمثل بالتفاعل مابين طلبة الجامعات والمجتمع المحلي من خلال برامج مدروسة ومكثفة تساعد في التصدي لجميع الاثار السلبية للتغير المناخي وتعطي المفتاح الاهم لنجاح التاقلم والتكيف وتخفيف الاثار بتغيير السلوك الشخصي للافراد ليصبح لدية القدرة على التعامل مع متطلبات التنمية المستدامة وكذلك رفع درجة الوعي لدي المواطنيين بالاثار الناجمة عن التغير المناخي وعدم الالمام بالابتكارات والتقنيات والممارسات التي يمكن ان تساعد في التكيف على نحو افضل كما يجب ان يكون هناك برامج لابراز دور المراة الرئيسي في التكييف مع هذا التغير بالاضافة الى تطوير الشراكة مابين القطاع الخاص والجامعات من اجل عمل برامج اكاديمية بحثية تطبيقية متعلقة بتداعيات التغير المناخي وتاثيرها بصورة متكاملة على برامج التنمية الوطنية وتعزيز تقافة الاستعداد لمواجهة الكوارث من خلال نشاطات منهجية وغير منهجية تهدف الى اكساب الطلبة القدرة على مواجهة الكوارث المتعلقة بالتغير المناخي وتبني برامج توعوية للمجتمع المحلي للتصدي لهذة الظاهرة وكذلك القيام بدور هام في الحفاظ على مواردنا المائية وتطوير المهارات الخضراء من اجل طاقة انظف, ومزارع اكثر اخضرارا لتخفيف الغازات الملوثة للبيئة وتعزيز الابحاث والدراسات في مجالات المحافظة على التنوع البيولوجي لان الاردن يزخرباشكال متعددة ومميزة من التنوع النباتي والحيواني مما يعتبر ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها.
دور الجامعات هام وضروري في مواجهة الكوارث واداراتها وفاعليتها تتمثل في خلق جيل واع حول مفهوم التغير المناخي وما يرتبط به من تاثيرات على العناصر الاجتماعية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية اضافة الى تطوير مهارات الطلبة في وضع حلول عملية للحد من هذة المخاطر وتعزيز دور الاندية الطلابية وبرامج الاندية البيئية المرتبطة بالجامعات والمدارس لتعميم فكرة ثقافة الوقاية والحد من المخاطر.
الجامعات هي المكان الامثل والانسب لحل الكثير من المشاكل المرتبطة بتداعيات التغير المناخي ووضع الحلول المناسبة لذلك والاستفادة من طاقات وافكار الطلبة واستثمارطاقاتهم الابداعية وتوجيهها نحو الابتكارات والبحث العلمي والنوعية لايجاد وتسويق حلول جديدة لخفض الانبعاتات الملوثة وتطوير صناعات صديقة للبيئة ذات قيمة اقتصادية, وتوجيههم بطرق علمية متخصصة بالاضافة الى تشجيع التعاون والتبادل العلمي والبحثي مع الموسسات التعليمية والمراكز البحثية الوطنية والاقليمية والدولية والاستفادة من الخبرات والكفاءات والباحثين في هذا المجال. الجامعات لديها فرصة ومسؤولية حقيقية لتحفيز البحث العلمي وتطويرة ونشر ثقافة البحث العلمي والتميز والابداع وان تكون الجامعات حواضن للعلم والمعرفة والبحث والتطوير.