ان الشهوة الخفية حب الرئاسه ، تقود هذه الشهوة اصحابها إلى إدمان الرياء والتصنع للخلق ، فمنهم من يقنع نفسه بانه يعمل لوجه الله تعالي في خدمة الناس ، وفي نفسه شهوة خفية هي حبه للرئاسة والسلطة .
أمور كثيرة يمكننا ان نلاحظها على سلوك هذه الفئة ، فنهم من يزهد بالحياة والمال ولكن إذا نازعه أحد على سلطة أو رئاسة اصبح شرسا وعادى كل من ينازعه السلطة ، ومنهم من تراه في ورع وتقوى ولا يهتمون للاموال بقدر ما يسعون للسلطة حتى لو كلفتهم المبدأ الذي كانوا يحاربون من أجله أو العقيدة، والبعض منهم يقدم كل ما يملك لقاء السلطة .
ولما كانت هذه الشهوة الخفية على أصحابها وإنكار البعض لوجودها ذكرهم الله تعالي في قوله الكريم :
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأرض ولا فساداً. والعاقبة للمتقين). {سورة القصص: 83}.
إحذروا أصحاب الشهوة الخفية...
هؤلاء هم من يعشقون تملق الناس لهم ومدحهم ، وإذا دخلوا المجالس قاموا من أجلهم وبالغوا في تعظيمهم ، فيصيبهم الغرور وشهوة، وتعمى أبصارهم وبصيرتهم ، لقد نبهنا رسولنا الكريم في الحديث فقال:
"كما روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتخوَّف على أمتي الشركَ والشهوةَ الخفية".
في شهر رمضان يُكثر الناس من عمل الخير ،وكلما أخلص أصحاب العمل الصالح لله فيما يقدمونه من خير وصدقة وزكاة بعيدا عن مآرب وشهوات الدنيا ، كانت لهم في الآخرة خير عند الله وأبقي.
أما رجال الدولة الذين قد تولوا شؤون الناس فهم في أشد الحاجة للدعاء ، لأنهم سيسألون عن كل الأمور التى وكلوا بها ويحاسبون ، وكما عرفنا في تاريخ الأمم ان الله المنتقم يمهل ولا يهمل ، تابعوهم وانظروا لتدبير اللهً وانتقامه ، يأخذهم بغته في الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب أليم، إلا من رحم ربي وهو أرحم الراحمين.
فارس الشهوة يذل في الدنيا ولو بعد حين ففي التاريخ من يعيش بين القمم ومنهم من يذهب لمزابل التاريخ ، لا عمل يشفع له ولا سيرة طيبة يذكرها الناس .
وأخيرا ندعو الله ان يجعلنا ممن يبغون وجه الكريم في كل عمل نقوم به ، وأن يصلح حال من تولي رئاسة او مسؤلية ، فالشهرة وحب السلطة والرئاسة ممزوجة بالشهوة هي باب واسع للفساد والفاسدين وضياع الأوطان ، حمى الله الاردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب .