لا يملك المراقب إلا أن يستغرب ويستهجن احتجاج الإدارة الأمريكية وإسرائيل على صفقة الأسلحة الروسية إلى سوريا الشقيقة ... وذلك تحت ذريعة أن هذه الصفقة قد تخل في ميزان القوى العسكرية في المنطقة ...أي أنها بمعنى آخر قد تخل جزئيا بالتفوق العسكري الإسرائيلي الذي هو من صنع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وبخاصة فرنسا وايطاليا وألمانيا ...

الدول الاستعمارية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تحرص كل الحرص على إبقاء إسرائيل متفوقة عسكريا وتكنولوجيا على الدول العربية مجتمعة ..ولذلك فإنها تدعمها بجميع وسائل الدعم الحديثة والمتطورة ..وقد صرح مسؤولون عسكريون أمريكيون غير مرة أن أحدث الأسلحة الأمريكية التي لم تدخل مجال الخدمة في الجيوش الأمريكية قد دخلت في الجيش الإسرائيلي !!... وترسانة الأسلحة الإسرائيلية التقليدية والنووية والكيميائية والبيولوجية قد تراكمت بصورة لم يشهد لها مثيل في العديد من الدول المتقدمة صناعيا في العالم ...

والأمر المثير للسخط والحيرة أن الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل بصورة مباشرة أو غير مباشرة لمنع أي دولة في العالم من بيع شيء من الأسلحة للدول العربية ...

وبالضبط على غرار ما تفعل إسرائيل ...وحتى الأسلحة التي تبيعها واشنطن والعواصم الأوروبية لهذه الدولة العربية أو تلك يشترط قبل إبرام الصفقة بشأنها استشارة إسرائيل لتقول كلمتها بالقبول أو بالرفض !!!...

وعندما تنبري واشنطن والعواصم الأوروبية الكبرى لتسويق مبادرات سلام في المنطقة فإنها قبل الإعلان عن أي مبادرة تجري تنسيقا مع إسرائيل ووفقا للشروط والتصورات الإسرائيلية ...

لذلك فان إسرائيل ومعها واشنطن والعواصم الأوروبية الكبرى تراقب أي نشاط على الساحة الإقليمية والدولية من شانه تزويد أي دولة عربية بالسلاح ....

والقرارات أو المواقف الدولية التي تمنع وصول أسلحة للبنان أو لقطاع غزة أو تمنع سوريا ولبنان من امتلاك صواريخ سكود روسية أو من أي نوع كان .. أو امتلاك صواريخ إيرانية ، هي تعسفية بامتياز وتدل على هذا الانحياز الغربي الصليبي الأعمى لإسرائيل حفاظا على قدرتها على انتهاك حرمة الأجواء والأراضي والمياه الإقليمية السورية واللبنانية .. وحفاظا على صلفها في تهديد دول الجوار في المنطقة بشن حروب عدوانية جديدة .. بل وحفاظا على إستراتيجيتها وأطماعها التوسعية في تفريغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحابها العرب ...

فإلى متى يظل المجتمع الدولي مكتوف الأيدي إزاء هذا المروق الإسرائيلي الذي يتهدد الأمن والسلام في المنطقة وفي العالم ؟!!..

والى متى تظل الدول العربية مكتوفة الأيدي إزاء حصار وتطويق وإبادة الشعب الفلسطيني وطرده في عملية» ترانسفير»منظمة ومستمرة إلى خارج

فلسطين ؟!!..

إسرائيل من خلال التجارب العملية لعدة عقود قد ثبت أنها لا تعرف سوى لغة القوة .. فهل تعمل دول الجوار العربية إلى بناء قوتها العسكرية وإعادة بناء أمنها القومي وعلى النحو الذي يجبر إسرائيل على النزوع نحو السلام العادل بدلا من الاعداد للحروب التي قد تدمرها ؟!!..
(الرأي).