مشعل .. لم يسكت دهرا، ونطق ..
حازم مبيضين
18-06-2007 03:00 AM
بعد ان رفع صناديد حماس اعلام حركتهم كبديل لعلم فلسطين خرج علينا الشيخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ليصف انتصار قواته في غزة بالحدث المهم والكبير وليصف الاعتداء على حرمة منزل رئيس السلطة الفلسطينية بالخطوة الاضطرارية ولم ينس شيخنا ان يعلن احترامه لشرعية الاخ ابو مازن وكذلك احترامه للاخوة في فتح باعتبارها حركة مناضلة وشريكة في المقاومة (وهم نفس الاخوة الذين أعدمتهم حماس برمي بعضهم من الطابق الثامن عشر.. وهم نفس الاخوة الذين اسرتهم حماس وعرضتهم على شاشات الفضائيات نصف عراة وبما يذكرنا بالعملية الهمجية للجيش الإسرائيلي حين هاجم سجن أريحا) وهم نفس الذين نهبت بيوت قادتهم التاريخيين ابو عمار وابو جهاد ورغم ان الحماسيين الملثمي الوجوه قبلوا الارض ابتهاجا بتحرير غزة من ابناء فتح فان الشيخ الذي ضايقته حرارة الجو في مؤتمره الصحفي بدمشق حاول استغفالنا والضحك على ذقوننا حين أكد انه لا توجد لحركته نوايا للسيطرة على السلطة أو الانقلاب على النظام السياسي الفلسطيني. وكأن احدا منا لا يملك حق ان يسأل. اذا ماذا تعني عملية احتلال الدوائر الحكومية في غزة؟ وماذا يعني رفع اعلام حماس على مقر الرئاسة الفلسطينية؟.
الجواب عند الشيخ ان حركته حلت عقبة الملف الأمني، ليس بترتيبه ولكن بإزالة العقبات التي كانت تقف عثرة لمعالجة الأزمة الأمنية بصورة سليمة، والمطلوب الان هو معالجة القضية بشكل جذري وجلب فتح الى حوار برعاية عربية لتعترف بشرعية حماس وشرعية انقلابها في غزة.ولم ينس الرجل المعجب بالمؤتمرات الصحفية والاعلام المتلفز ان يحذر المسؤولين العرب من ان يكون لهم رأيهم في ما حدث في غزة ذلك ان ما حصل بحسب مفهومه لا يزيد عن حرب عصابات خاضها رجاله الملثمون خجلا من ان تعرف شخصياتهم وانتصروا فيها وعلى الجميع ان يبصموا لهم بالنصر المبين ويفتحوا لها ابواب البيت الابيض كطريق الى تل ابيب ولم يرمش لمشعل جفن وهو يواصل محاولة استغفال الجميع مؤكدا المرة تلو الاخرى أنه ليس هناك أزمة حقيقية بين تنظيمي فتح وحماس.
ومشعل المنتشي بانتصار قوات الزهار وتحريرها لغزة من الفتحاويين ومن رموز السلطة راغب بالاعلان ان انتصاره هذا اتاح له فرصا للاتصال بالمسؤولين العرب ( ليفهمهم )أن عليهم حل موضوعين أساسيين هما الموضوع الأمني، وكيفية إدارة الشأن الداخلي متناسيا ان الموضوع الامني ناجم عن انفلات مقاتلي حماس حتى من قبضته هو شخصيا وان البحث عن كيفية ادارته للشأن الداخلي يدحض كل مزاعمه بأن حركته لم تنفذ انقلابا بحثا عن السلطة.
ورغم ان الانقلابيين في غزه قد عزلوها عن الضفة وسجنوا اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في اكبر سجون العالم مطالبين اياهم بالانتحار على مذبح اهداف حماس فان مشعل سعى للاشارة الى قوة حركته في الضفة ايضا (لكنه نسي الاشارة الى قوتها في طهران) وبما يشير الى اهداف مبيته تجاه الضفة بعد ان تنتهي حماس من غزة.
مشعل رفض القرار الرئاسي باقالة حكومة اسماعيل هنية التي قادت ميليشياتها انقلاب غزه معتبرا ان هذه الخطوة تدخل الفلسطينيين في ازمة!! (ماذا نسمي ما حدث حتى الآن؟؟) وهل اقالة الشيخ هنية تدخل الفلسطينيين في ازمة؟ اما القتال من شارع الى شارع وعمليات اعدام كوادر فتح والعبث بالمقار الحكومية وانتهاك حرمات المنازل، كل هذا لا يشكل من وجهة نظر مشعل ازمة يجب ان يحاكم الذين ادخلوا الفلسطينيين في دوامتها ضاربين عرض الحائط بالمصلحة الوطنية لقاء مصالح تنظيمهم.
ستة ايام من بطولات حماس في غزه اودت بحياة اكثر من 100 ضحية ودفعت أي نصير للفلسطينيين لان يداري وجهه خجلا ويأتي مشعل ليدعونا الى الاعتراف به زعيما اوحد وشرعيا للفلسطينيين !! يا للمهزلة.