facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفصح الأردني


المحامي د. يزن دخل الله حدادين
02-05-2021 01:02 PM

نستذكر في يوم أحد الفصح المجيد تاريخ المسيحيين في الأردن والذي يساهم في فهم النموذج الأردني (تاريخياً وفي عصرنا هذا) في التعددية والمواطنة. فالأردن يشكّل حالة فريدة عالمياً في التلاحم واحترام الدستور الذي يصون العدالة من خلال المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع مكونات المجتمع الأردني.

انتشر المسيحيون في الأردن في بدايات القرن الأول الميلادي وانتشرت الديانة في بلاد اشام ومشارفها، وقد جاء في الكتاب المقّدس أن السيد المسيح كرّز في شرقي الأردن. كما انتشرت الديانة في بادية الشام حيث كانت القبائل في القرن الخامس والسادس تختلط بأهل الشام والأردن، ومن هذه القبائل قسم من بني طَيّ في شمالي سوريا وبنو كَلَب في السماوة وبنو غسّان في حوران والبلقاء وبقايا الأنباط في وادي موسى، كما ينحدر الكثير من مسيحي الأردن من الغساسنة والقبائل العربية القديمة مثل قبيلة لَخم. بالتالي فان المسيحيون في الأردن هم من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم وقبل جميع المجتمعات الأوروبية والغربية عموماً فهم ليسوا نتاج تبشير، بل النسخة الأصلية التي انتقلت إلى المجتمعات الأخرى.

لقد ساهم المسيحيون العرب في المعارك التي تخص هويتهم العربية بشكل فاعل سواء ضد الفرس أو ضد البيزنطيين، ومثال على ذلك معركة الجسر "حمية العرب" ومعركة "البويب" ومعركة "فحل" في الأردن. وقد امتد دورهم التاريخي الى الحرب ضد الجيش البيزنطي في معركة مؤتة في الكرك عام 630 ميلادي. بالإضافة الى ذلك قام مسيحيو الشرق بالعمل مع اخوتهم العرب المسلمين بالقتال ضد الصليبيين وذلك بسبب رابطة الدم والثقافة والأرض.

أما النموذج التاريخي العظيم والذي يمتد الى يومنا هذا في منطقة بلاد الشام فهو ما قام به الخليفة العربي المسلم عمر بن الخطاب. فعند دخوله القدس تم استقباله من البطريرك العربي صفرونيوس، وحينها أطلق عمر بن الخطاب عهداً تاريخياً (العهدة العمرية) حيث منح المسيحيين الأمان لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم. وعندما دعاه البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، وقد لبّى ذلك، أدركته الصلاة وقد رفض أن يصلي في كنيسة القيامة كي لا يتسبب في المستقبل في خلاف بين المسيحيين والمسلمين حيث ابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى.

من خلال التاريخ، نجد أن المسيحيين في شرقي الأردن ليسوا طائفة ولا دخلاء، بل هم من طينها وتاريخها. يشهد التاريخ أن المسيحيين في الأردن عاشوا بسلام مع اخوتهم المسلمين حياة اجتماعية، وسياسية، ووطنية وثقافية الى يومنا هذا. وقد جاء الدستور الأردني معبراً عن مبادئ العدل والمساواة حيث نص أن الأردنيون أمام القانون سواء، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين.

وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم في العديد من المناسبات واللقاءات المحلية والدولية أن المسيحيين مكون أصيل وجزء لا يتجزأ من نسيج المنطقة، وأن الأردن ملتزم بدوره التاريخي والديني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى وجه الخصوص في القدس وذلك من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.

ختاماً، حيث أن الكلام لا ينتهي عن تاريخ وطننا الجميل وشعبنا العظيم وقائدنا المغوار، أسال الله في هذه الأيام المباركة (رمضاناً وفصحاً) الذي لن تطيب الدنيا الاّ بذكره ولن تطيب الآخرة الاّ بعفوه، أن يديم الأمن والأمان والمحبة والتعايش في وطننا الغالي. كما أسأل الله لأخوتنا المسلمين في شهر رمضان المبارك وفي العشرة الأواخر منه حسنات تتكاثر وذنوب تتناثر وهموم تتطاير، وأقدّم أجمل التهاني للمسيحيين بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد.

كل عام والأردن بألف خير، كل عام وشعبنا العظيم بألف خير، كل عام وجلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بألف خير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :