الموقف من اسرائيل .. تحولات في نظرة رجال الدولة
فهد الخيطان
17-05-2010 05:01 AM
مسؤولون يتهربون من لقاء نظرائهم الاسرائيليين الا للضرورة القصوى.
باستثناء نفر قليل فإن اغلبية المسؤولين السابقين ورجال الدولة بدأوا بمراجعة موقفهم تجاه اسرائيل وصاروا اكثر ميلا للتعامل مع سياستها كتهديد استراتيجي مباشر للمصالح الاردنية.
حدث هذا التحول في الموقف على وقع سياسة اليمين الصاعد في اسرائيل وانكشاف نواياه العدوانية تجاه الاردن وتنكره لشروط ومرجعيات عملية السلام مع الفلسطينيين وباقي الاطراف العربية.
في محاضرة قبل اسبوع تقريبا بالمركز الاردني للدراسات والمعلومات دعا رئيس مجلس النواب السابق عبدالهادي المجالي الاردن لبناء علاقات وثيقة مع دول الاقليم وخص بالذكر ايران وتركيا لكنه حرص على القول ان اسرائيل يجب ان تكون مستثناة من هذه السياسة.
وفي حديث ليس مخصصا للنشر مع رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت لاحظت تغييراً جوهريا في النظرة لاسرائيل. والبخيت كان سفيرا في تل ابيب ويعد خبيرا في السياسة الاسرائيلية وملفات الصراع الطويل معها وهو بعد كل هذه السنوات يشعر اليوم بأن السياسة الاسرائيلية تشكل بالفعل تهديداً خطيرا للأمن القومي الاردني ينبغي التعامل معه بجدية عالية.
ومثل كثيرين غيري اثار اهتمامي توقيع وزير الخارجية الأسبق واول سفير اردني في اسرائيل مروان المعشر على مبادرة الميثاق الوطني "مبادرة عبيدات" التي تنص صراحة على ان المشروع الصهيوني يشكل خطرا على الاردن.
ويحضر في ذهني عدد آخر من السياسيين الذين تولوا مناصب مرموقة في الدولة نلتقيهم زملاء وانا بحكم عملنا في الصحافة باستمرار وتلحظ انقلابا كاملا في مواقعهم تجاه اسرائيل, لكنني لا استطيع الاشارة لها لأنهم لم يصرحوا بنشرها.
ربما يكون الخطاب الرسمي للدولة شجع هؤلاء على مراجعة مواقفهم, فمنذ تولي حكومة نتنياهو السلطة في اسرائيل والموقف الاردني آخذ في تصعيد لهجته, ويقر الاسرائيليون اليوم بأن علاقاتهم مع الاردن تمر بأسوأ فتراتها, ولم تفلح جهود الوساطة لغاية الآن في ترطيب الأجواء او ترتيب لقاء واحد على مستوى عال في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
بالنسبة لطيف واسع من السياسيين غير الرسميين يسود انطباع متشائم ازاء نتيجة المفاوضات الجارية بوساطة امريكية.
لم يكن هذا الشعور قائما في جولات سابقة من المفاوضات وجميعنا يتذكر الرهانات العريضة على لقاء "انابوليس" وجولات المبعوث الامريكي جورج ميتشل عندما كلف بالملف اواخر عام .2008
وعلى المستوى الرسمي يتهرب معظم الوزراء والمسؤولين من لقاء نظرائهم الاسرائيليين الا للضرورة القصوى واذا ما حصل اللقاء كما حدث منذ اشهر مع مستشار نتنياهو المتطرف عوزي اراد, فإن الاجتماع ينتهي بعاصفة من الخلافات.
لا نستطيع ان نتنبأ بمستقبل العلاقة الاردنية الاسرائيلية على المستوى الرسمي فقد يحدث انفراج بالتزامن مع تطورات "ايجابية" على المسار الفلسطيني, لكن المؤكد ان المزاج الشعبي المعادي لاسرائيل يكسب حلفاء مما كانوا محسوبين على تيار الاعتدال0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم.