منذ أن تولى الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح مسند الأمارة في دولة الكويت الشقيقة منذ أربعة أعوام وهو يستثمر عبقريته خدمة للكويت وأمته العربية والإسلامية ، كيف لا وهو من أدار دفة السياسة الخارجية الكويتية لما يقرب من أربعة عقود مضت ، فعرف عنه انه – حكيم الكويت – في أوقات الشدة والرخاء على السواء.
اليوم .. حكيم الكويت في عمان ، حيث تكتسب زيارته التاريخية أهمية كبيرة بالنظر الى العلاقات الأخوية والحميمة التي تربط بين البلدين ،حيث تتويجا تتويجاً للزيارات التي قام بها عدد من المسؤولين من البلدين، وسوف تعطي هذه الزيارة حيوية للعلاقات العربية على مستوى المنطقة، وتؤكد على أهمية العلاقات الثنائية ،كما تجسد رغبة قائدي البلدين في توطيد أواصر التعاون في شتى المجالات والتشاور بشأن الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على كافة الصعد.
الزيارة تعطي مؤشرا قويا على حرص الملك وأخيه الشيخ صباح الأحمد على الانطلاق بالعلاقات الأردنية - الكويتية نحو مجالات أرحب بما يعود بالخير والنفع على شعبي البلدين وبما يتواكب مع التوجه الذي يتبناه الملك في توسيع مجالات التعاون بين المملكة ومختلف الدول الشقيقة والصديقة.
الأردن والكويت يحظيان برؤيا مشتركة تستند الى تراث من الاعتدال والحكمة وبعد النظر وتقديم مصالح الأمة وشعوبها على أي مصلحة أو قراءة أخرى، وخصوصا ما تشهده المنطقة من أحداث على الساحة الفلسطينية وانعكاساتها على الجهود المبذولة لإيجاد تسوية عادلة وشاملة لتحقيق السلام في المنطقة إضافة إلى التطورات السياسية في دول الإقليم، مما يعني التطابق في وجهات نظر عمان والكويت ازاء تلك التطورات وبخاصة في الدعم الأردني والكويتي للجهود الرامية إلى المحافظة على وحدة واستقرار المنطقة.
القائدان يحملان هم القضية الفلسطينية ومجمل القضايا العربية أينما ذهبا. وهما داعمان دوما للشرعية الفلسطينية، ولكل الجهود الهادفة الى تعزيز وحدة الصف الفلسطيني وتماسكه وتمكين الشعب الشقيق من نيل حقوقه المشروعه، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ... ولا يغيب عنهما لفت الأنظار في هذه المرحلة الدقيقة التي تعبرها القضية الفلسطينية الى ضرورة العمل الجاد والعملي والفاعل لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار المفروض على على قطاع غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للحؤول دون حدوث كارثة إنسانية يصعب التكهن بأكلافها وتداعياتها.
علاقاتنا بالكويت تسير في الاتجاه الصحيح وهي تزداد رسوخا يوما بعد يوم بفضل اصرار قائدي البلدين على تكريس نهج التنسيق والتعاون والتشاور في مختلف المجالات وعلى كافة الاصعدة ، وأيضا في ما تقدمه دولة الكويت الشقيقة من دعم موصول للمملكة لتنفيذ البرامج التنموية والاقتصادية وخصوصا في المساهمات النوعية والمتميزة لصندوق التنمية الكويتي والدعم الذي يقدمه لبلدنا في مجالات عديدة ، ناهيك عن تزايد نسبة الاستثمارات الكويتية في الاردن والتي فاقت سبعة مليارات ونصف، مما جعل منها منها الدولة الاكبر في الاستثمار بين الدول العربية والاجنبية التي تستثمر في بلدنا .
عمان والكويت... تؤكدان اليوم بالدليل القاطع على أن لا عوائق أمام النهوض بالعلاقات الثنائية في مجالات عديدة كالاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعليم، التي تشكل الأسس المتينة والراسخة لتعميم تجربة التعاون والتنسيق الأردنية الكويتية الناجحة والتي استطاعت أن تصمد وتتعمق وتزداد صلابة وثقة متبادلة على رغم العواصف الهوجاء التي هبت على المنطقة وعلى رغم الاختلالات والازمات المتلاحقة في المشهدين الإقليمي والدولي.
زيارة الأمير الشيخ صباح الأحمد لعمان تشكل فرصة ثمينة لإعادة التأكيد على تميز وعمق العلاقات الثنائية ،وعلى المجالات المفتوحة لتطويرها في مختلف المجالات وعلى تكريسها كانموذج يحتذى في العلاقات العربية العربية وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
أهلا بأمير الحكمة والعقل في عرين أبي الحسين ضيفا عزيزا على قلوب الأردنيين ،وهو الحكيم الذي يواصل بحنكته وخبرته إدارة دفة سفينة الكويت نحو مستقبل أكثر ازدهارا وإشراقاً ضمن فلك أمته العربية والإسلامية .
Ibrahim.z1965@gmail.com