لا شك من وجود فرقة (رصد) متحفزة ومستنفرة دائماً، مهمتها أن تراقب وتتصيد أحاديث ولقاءات ومواقف المسؤول المُستهدف، حيث تعمل هذه الفرقة على تحريف حديث المسؤول المُستهدف وتغيير مدلولاته ومقاصده الحقيقية لإثارة زوبعة من الرفض والحجب والإستنكار وموجة عارمة من الإنتقادات ضده، وهدفهم من وراء ذلك ليس حباً بوطن أو حرصاً على مصلحة مواطن.
ولكن هذا هو نهج وأسلوب حياة يتبعونه بالتعامل مع معظم المسؤولين ولا أجد تفسيراً لهذا إلا حسداً وحقداً دفيناً صدأت بسببه قلوبهم ولم تعد تميل لخير أبدا..
الجميع منا على قدرٍ عالٍ من الوعي والفهم لمجمل ما يجري على الساحة الوطنية من سِجال وجِدال ونقاش بات عقيماً في معظم حالاته، ومن الملاحظ أن بعض تلك القضايا باتت تقسم الشعب الأردني الواحد إلى فريقين متخاصمين متناحرين، هذا مع وذاك ضد..
والسبب في هذا وهو ما بت مقتنعاً به شخصياً من وجود شخص/أشخاص وراء كل ما يجري على الساحة الوطنية محركين للفِتن ومثيرين للنعرات بغية التشويش على بعض المسؤولين ومحاولة لإسقاطهم، فقط لأنه يرى بنفسه أحق من الجميع بهذا المنصب أو ذاك.
وهذه الأفعال تحديداً تساعد أعداء الوطن على تنفيذ مخططاتهم، وتمهد لهم الطريق وتسهل عليهم مهمتهم عندما تنجح هذه الفِرقة بزعزعة جبهتنا الداخلية أو تفتيتها أو إضعافها لا - سمح الله
وبالتالي نخلص للقول بأن من يثير تلك القضايا لم يأتي بجديد وإنما كل جديده بأنه يستهدف شخصية جديدة في كل مرحلة، وجُل غايته أن تبقى حالة الفوضى هي السِمة الغالبة ولغة الحوار السائدة بين أبناء المجتمع الأردني..
ما أود قوله هو أن هذه النوعية من البشر لن تهدأ ولن تَكِن أبداً في أي وقت على الإطلاق، وستبقى كذلك لأنها كالبكتيريا لا تعيش إلا في بيئة موبوءة وملوثة..
لن ننظر لتلك الأفعال إلا على أنها مجرد محاولة لإستهداف كل من هو في موقع المسؤولية من رجالات الدولة الأردنية، وهنا يكمن السر، والأخطر في هذا السلوك غير السوي هو إستهداف الوطن وإفقاد المواطن ثقته بمؤسساته العامة العسكرية والمدنية بعد أن نجحوا بضرب الثقة بين المواطن والحكومات والقضاء عليها كلياً..
عندما نتصدى لمثل هذه الأفعال فإننا نقف إلى جانب وطننا ومؤسساته العامة ونحافظ على مكتسبات وإنجازات أبناء الوطن، ونلاحظ بأن هذه الهجمة الشرسة بإستخدام كافة الوسائل والإستغلال السيء والبغيض (للعاطفة الوطنية) تكون موجهة ضد كل مسؤول يحاول أن يُغير ويأتي بجديد ويعمل بجدية ومهنية، وإخلاص وتفاني.
وتستهدفه بشكل مباشر ومستمر لتنال منه، لتثنيه عن نهجه وذلك بحرفه عن مساره، وإن تعذر ذلك وعلى أقل تقدير، إيصاله لمرحلة (التجميد) لكي لا نسمع له صوتاً ولا نرى له إنجازاً بعد ذلك..
وفي كلتا الحالتين فإن نجحوا بذلك فالوطن هو الخاسر الأول والأخير
وهنا نقول لمعالي المهندس صخر دودين الحالة الماثلة أمامنا المستهدفة اليوم: لم يسلم ولم ينجو أي مسؤول سبقك من تلك الهجمات وذلك الإستهداف
وما نريده منك أن تكون كما كان من سبقك لمواقع العز والفخار، أن تصمد وتثبت على نهجك، وتبقى على مواقفك وقناعاتك لتستمر بخدمة وطننا ومؤسساته وقيادتنا الهاشمية الحكيمة والشعب الأردني..
وفي هذا المقام نستذكر القامة والهامة الوطنية (دولة الأستاذ فيصل الفايز) الذي كان الأكثر قوة وحزما بالتصدي لهذه الظاهرة والوقوف بوجه أصحابها قولاً وفعلاً..
وفي الختام يجب علينا بداية أن نتيقن من الحقيقة بالعودة إلى أصل الحديث لنكون على حق، ولا نساند الباطل وندعمه في أي موقف نتخذه، ولكي لا يُغرر بنا وننجر وراء تلك الدعوات الضالة المضللة، التي تسعى لتجريدنا من كل قيمنا وثوابتنا وإفقادنا القدوة
حمى الله الوطن وقيادتنا الهاشمية الحكيمة والشعب الأردني المعطاء
* رئيس هيئة إدارة جمعية عون الثقافية الوطنية