المسألة النووية الايرانية على طريق الحسم السياسي
راكان المجالي
17-05-2010 04:54 AM
ظاهر الامر هو ان ادارة الرئيس اوباما قد نجحت بانتزاع اوراق اضافية لتضييق هامش المناورة على ايران يما يخص برنامج طهران النووي وحتى لو كانت هنالك اوراق خفية في العلاقة الامريكية الايرانية وتقاطع مصالح بين الجانبين وكذلك الاستفادة غير المباشرة من دور ايراني يسهم في شرخ الضمير الاسلامي مذهبيا كما يسهم في تعميق ازمة النظام العربي بطابعه السني تاريخيا ، وحتى مما يمكن ان تمثله ايران مما يمكن ان توظفه امريكا فان مجرى الاحداث يشير الى ان امريكا تحشد القوى الدولية والاقليمية المؤثرة سياسيا لثني ايران عن برنامجها النووي في الوقت الراهن والا فانها ستواجه عقوبات قاسية.
وفي التفاصيل ، فان البيان الذي صدر في استنبول من خلال القمة السورية التركية القطرية والذي دعا طهران الى الاستجابة للمطلب الدولي بشأن رقابة محكمة على برنامجها النووي بما يستجيب لمخاوف امريكا ان يتحول الى برنامج نووي عسكري مع اقرار بحق مطلق لايران في تطوير برنامجها النووي السلمي ، وكما هو واضح فان بيان استنبول حمل بعدا جديدا وهو ان الثلاث دول الاقرب لطهران في المنطقة سياسيا توجه نصيحة مخلصة لايران من باب الحرص لتفادي العقوبات والمواجهة.
وفي المشهد ايضا يتضح ان روسيا باتت في مقدمة الدول الاكثر حماسا لوضع ضوابط للبرنامج النووي الايراني ، وموقف الصين ليس بعيدا عن ذلك بما يندرج في اطار الدول الست التي اعلنت موقفا محددا واضحا بهذا الشأن.
وعنوان الاخبار الخاصة بهذه المسألة النووية الايرانية هو اليوم ان ما يبدو من ان العالم يئس من تغيير ايران لموقفها ولذلك فان زيارة الرئيس البرازيلي لطهران القريب وهو القريب من ايران سياسيا يروج لها بأنها المحاولة الاخيرة ، لعل وعسى،،.
ايران نفسها تقول ان برنامجها النووي سلمي وهو بالتأكيد حتى الآن كذلك لكن ايران تحاكم على نواياها خاصة من قبل اسرائيل وامريكا ، واذا لم يحدث اي انفراج في الازمة التي وصلت الى منعطف حاد ، فان المؤكد هو ان الولايات المتحدة ستنجح في انتزاع قرار من مجلس الامن لفرض عقوبات قاسية على ايران وهو امر تقبل به حتى الدول الصديقة لايران ما دام البديل لذلك هو الحرب كما تقول الصين التي تركز على تفادي ضربة عسكرية لايران حاليا ، لعل الله يحدث بعد ذلك امرا.
الدستور.