خسرنا على الطرقات اكثر من ضحايا حرب بأكملها ، وباتت الطرقات عدونا الاول ولكنه عدو خفي يصطادنا واحدا تلو الاخر ، دون ضجيج ودون اعلان.
فالشارع الآمن الذي نفتخر به دائما ونفتخر برجال امننا لحمايتهم شوارعنا وبيوتنا ، صار "اسفلته" مصدر الخطر ، رغم كل التحذيرات وكل الحملات التي يقوم بها رجال السير ، بشكل يشير الى ان الحوادث ليست مهمة رجال السير فقط او الامن العام ، بل مهمة الجميع من اصغر بلدية الى امانة عمان ، فالبلديات والامانة اكبر مستفيد من حركة السيارات الصغيرة والحافلات على الشوارع وميزانيات البلديات ترفدها هذه الحركة ويجب ان تتحرك بشكل شمولي لوقف هذا النزيف البشري الهائل.
البلديات كلها وامانة عمان تكتفي بجمع عوائد المخالفات دون ان تقدم ولو برنامجا توعويا واحدا وتكتفي بانتظار يوم المرور العالمي كي تعلن عن احتفالها بهذ اليوم.
فيما يكون العبء على رجل السير والامن العام الذي يقوم بنشر التوعية وتحصيل المخالفة وكتابتها اصلا بالنيابة عن البلديات وامانة عمان ، متحملا ايضا وزرا مجتمعيا على ذلك.
ميزانيات البلديات لا يوجد فيها للان بند للتوعية المرورية او محاولة لنشر هذا التوعية التي تحصد يوميا من شبابنا وكهولنا وبناتنا الكثير من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال.
خلال الاسبوع الماضي كانت نشاطات البلديات والامانة متعددة رياضيا وصحيا ، ولم نسمع او نقرأ نشاطا واحدا عن برنامج توعوي للحد من حوادث السير ولم نسمع حديثا "رخواً" عن احتمالية ان تقوم البلديات بهذا الدور ولقد صرفنا من الدماء على "الاسفلت" ما يتعب القلوب ناهيك عن ملايين الملايين التي تكبدتها الدولة على علاج الجرحى والمصابين او الخارجين من الحوادث بعجز كلي او مؤقت غير التشوهات والندوب التي تبقى في الاجساد والقلوب.
لا نناشد البلديات وامانة عمان بل هذا واجب عليهم ان يحملوا وزره وان تقوم البلديات وامانة عمان وقبل ان يداهمنا الصيف وازماته وعطلاته بمهمة وطنية دائمة ومتصلة للحد من حوادث السير ولوقف الهدر البشري والمالي.
اقتراح آخر نضعه امام مدير الامن العام الجديد ان يتم خصم مبلغ من قيمة المخالفة لصالح التوعية المرورية فالاصل ان المخالفة وسيلة لمنع التكرار وليست للجباية ومنع التكرار يتطلب التوعية اولا وبما ان مديرية الامن عبر دائرة السير تقوم بهذه المهمة منفردة ، فيجب ان تتحمل البلديات وامانة عمان جزءا من المبلغ لينفق على التوعية المرورية وعلى تأهيل السائقين فنيا ، بعد ان اقفلت الامانة والبلديات باب التوعية. وليس مقبولا او معقولا ان نصحو كل يوم على ضحايا جدد.
Omarkallab@yahoo.con
الدستور.