تحفل وسائل الاعلام بأخطار غالبا ما تكون غير مقصودة فتغدو حديث الناس لفترة من الزمن ، حدث ذلك في أحد المؤتمرات الصحافية التي عقدها رئيس الولايات المتحدة السابق جورج بوش حين تحدث عن "اليد اليمنى" رافعا يده اليسرى ثم اردف متحدثا عن "اليد اليسرى" واشار بيده اليمنى الأمر الذي دفع الصحافيين الى الانفجار بالضحك على "هبل" زعيم اقوى دولة في العالم.
الاخطاء في الاعلام المرئي مثيرة لأنها تعطي صورة حية عن الخطأ في حين ان الاخطاء في الصحافة المطبوعة تغدو اكثر اثارة لانها تصبح وثيقة بمرور الايام ويمكن الرجوع اليها في أي وقت.
استسهال الظهور أمام الكاميرا قد يدلل على شجاعة لكنه قد يدلل ايضا على رعونة ان لم تتوافق الصورة مع المحتوى وقد يستسهل البعض الكتابة لانها دفق انساني حيال قضايا عامة لكنها تغدو عقوبة للقارئ ان لم تتسلح بشروط ومعايير متوافق بشأنها.
قد يعيش مقال لأعوام وقد يموت لحظة الولادة وقد تفشل القابلة القانونية في اكمال عملية الميلاد لطفل بصحة جيدة وقد تسهم في زيادة عدد المشوهين في المجتمع لاعتبارات غير طبية ، ودائما الاعمار بيد الله.
في الاوقات الحرجة حين ينتظر الرأي العام رأيا صريحا في قضايا ما يصبح الرأي عسير الولادة وحين تكون الاجواء "قمراً وربيعاً" تغدو الآراء كثيرة سواء في الطب اوالفلك اوالكيمياء.
في الكتابة هناك من لم يفرق بين العاصمة الكمبودية "فنوم بنه" وزعيم الثورة الفيتنامية هوشي منه وهناك من لم يتمكن من التفريق بين شيخ الصحافة الاردنية محمود الكايد امد الله في عمره وأول الشهداء الاردنيين كايد المفلح العبيدات وبالرغم من تلك الاخطاء الا ان القارئ يمر عليها مرور كرام لا يلتفتون الى صغائر الأمور.
والاخطاء بالاخطاء تذكر اذ كثيرا ما حفلت وسائل الاعلام – على انواعها – باخطاء وعثرات بعضها طريف يجلب البسمة وبعضها الاخر يجلب الشفقة وفي النهاية يحقق الاعلام غاية من غاياته وهي امتاع القارئ او المشاهد، حتى ان بعض نظريات الاعلام تؤكد ان الأخطاء الطباعية والمعرفية ضرورة في الاعلام لأن لهذه الاخطاء جمهورها ايضا.
Sami.z@alrai.com
الراي.