ودع الأردن اليوم أحد رجاله الهاشميين سمو الأمير محمد بن طلال -رحمه الله- والذي كرس في داخله الكرم والإرث الهاشمي، ليسير على نهج شقيقه الملك الراحل الحسين بن طلال -رحمه الله- والذي رسخ حياته لخدمة الأردن وأبنائه من خلال مسيرته الحافلة التي شغلها وعملا بها.
ولد الأمير محمد في عمان في 2 أكتوبر سنة 1940، عاش طفولته الأولى في كنف والديه وبرعاية جده المؤسس الملك عبد الله الأول، والذي حرص والداه على أن يتلقى تعليما جادا فالتحق بـ«الكلية العلمية الإسلامية» في عمّان ليدرس فيها المرحلة الابتدائية. وفي بداية شبابه أُرسل إلى سويسرا حيث التحق «بمدرسة وبسوليل» وبعدها أكمل دراسته الثانوية في كلية بريانستون الإنجليزية في بريطانيا.
وكبقية أمراء بني هاشم تلقى الأمير محمد تعليماً عسكرياً بالتحاقه بالكلية العسكرية في بغداد إبان العهد الملكي وتخرج منها في عام 1957 ليعود مباشرة إلى الأردن وينتسب إلى القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي. خدم الأمير محمد خدمة عسكرية في كتيبة الحرس الملكي الخاص الأولى فترة من الوقت كما عمل في تلك الفترة مرافقا عسكريا خاصا للملك الحسين.
واختاره الملك الحسين الراحل في بداية عهده ليكون ولياً للعهد فشغل هذا المنصب لمدة 10 سنوات تقريبا (من 11 آب 1952 حتى 30 يناير 1962). كان ينوب عن الملك حسين مرات عديدة أثناء سفر الملك للخارج، كما كان يُكلف بعدد من المهام السياسية التي يطلبها الملك.
وفي عام 1970 صدر القرار الملك حسين بتعيينه رئيسا لمجلس شيوخ العشائر الأردنية وهو منصب مهم يتيح التواصل الإيجابي بين الديوان الملكي الهاشمي والعشائر الأردنية، وفي عام 1973 عينه الملك الحسين في منصب الممثل الشخصي له ليمثله في العديد من المناسبات.
وتكريما للأمير محمد الذي يحمل رتبة مشير فخري في القوات المسلحة الأردنية، سميت إحدى كتائب الجيش الأردني باسمه وهي كتيبة الأمير محمد الآلية التاسعة والتي تسمى كتيبة النخوة التي تسلمت علم الثورة العربية الكبرى من الملك عبد الله الثاني في عام 2018 تقديراً لجهودها وتكريماً لأرواح شهدائها.
كان للأمير محمد العديد من النشاطات وخصوصا في مجال الرياضة فهو رئيس الاتحاد الأردني للشطرنج والرماية، كما يحمل رخصة طيران خاصة منذ عام 1960 وترأس في فترة من الفترات اللجنة العليا للسياحة والرئاسة الفخرية للاتحاد البريطاني لرياضة الكراتيه.
ونال بعدها الأمير محمد العديد من الأوسمة الأردنية والعالمية فهو يحمل قلادة الحسين بن علي ووسام النهضة المرصع ووسام الاستقلال ووسام الكوكب الأردني، كما يحمل العديد من الأوسمة الرفيعة من فرنسا وإيطاليا والدنمارك وبريطانيا والمغرب وغيرها.
الأردن اليوم تبكي حزنا على أحد أبنائه، ونواسي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وجميع أبناء العائلة الهاشمية والأردنية، بفقيد الوطن.