ما قيلتْ إلا لجدِّك الكريم رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم وما قيلتْ إلا لأبيك الراحلُ العظيم الذي إعتادَ الصفحَ والعفوَ وها هي تُقالُ لك اليومَ لتبقى رسالةُ بني هاشم رسالة التّسامحِ والمحبةِ والصّفح ، فأنت الكريمُ ابنُ الكريمِ وصاحبُ القلبِ الرّحيمِ الذي تهونُ في عيونهِ الكبائر، فلا يُستغربُ الطيبُ من أهلهِ ولا تُستغربُ المكارمُ مِمَن تعوّدَ عليها لتبقى وِحدةُ البيتِ وثباتُ الصّف وليبقى الوطنُ قويًا عزيزًا وتبقى عزائمُ الرجال تُكحلُ عيونَ الإنجاز بالعطاءِ فما إزدادَ الأردن إلا رفعةً ووقارًا وأملًا وإصرارًا على تحقيقِ الأحلام .
رسالةُ جلالةُ الملكِ بالعفو واضحةً تحملُ بين طيّاتها بُعدَ النظرِ و تُعطي الفرصةَ لتغيير المساراتِ الخاطئةِ والعودةِ إلى الطريقِ القويم ، فتماسك نسيجِ الوطن من الأولوياتِ التي لا تقبلُ أنصافَ الحلولِ ،ودرءُ الفتنِ يقودُ الوطن إلى التقدمِ ويحمي أبنائهُ من الشتاتِ في عواصفِ الهوانِ الناتج عن الوهنِ خصوصًا ونحنُ نرابطُ على الصمودِ في ظلِّ هذا اللهيب المُتّقد والمُناخ الشرق أوسطي المُتقلب سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا خصوصًا وأن الأردنَ أخذَ على عاتقهِ الدفاعَ عن المبادئ العربية ِوالقوميةِ والإسلاميةِ في المنطقةِ فباتَ أصحابُ الحاجاتِ يتربصونَ خرقًا يلجؤونَ منه إلى مآربِهم وحاجاتِهم المشبوهة.
( اخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم) ما قيلتْ إلا لجدِّك العظيم وها هي تُقال لك فأنت مَن تعلمتَ في مدرسةِ الراحل العظيمِ الملك الحسين الذي صفحَ وعَفا وأكرمَ وتجاوزَ فجمعَ في حضنهِ الوطنَ وقرّبهُ من صدرهِ فكان الأبُ وكنتَ وكان الأخُ وكنتَ وكان القائدُ وجئتَ من بعد وأكملتَ فتعلمتَ منهُ وعلمتَ المواقفَ كيف تكون الرجالُ بحجمِ الجبال ،فرددتَ الأحقادَ إلى نحورِ أصحابِها وإجتثثتَ الفتنَ وأوصدتَ أبوابها وبقيتْ القافلةُ تسيرُ ولا تلتفتُ إلى أصواتِ الصّغار .
إن أبواقَ النفاقُ والخرابُ التي وجهتْ إلى الأردن في هذه الفترة والتي حاولتْ أن تنالَ من شموخِه و وحدة صفهِ مستغلةً ما تم من أحداثٍ وتفاصيلٍ في ملفِ (الفتنة) فحاولوا إدارةَ البوصلةِ بإتجاههم وأطلقوا سيلًا من الإتهاماتِ و وابلًا من المعلوماتِ المغلوطةِ التي شوّهتْ الحقائقَ وصعّدتْ الموقفَ وحاولتْ أن تقودَ الأردن إلى حَتميةِ المواجَهة، إلا أنهم "عادوا بخُفي حُنين" فالأردن قادرٌ على تجاوزِ التحديات وتطويعِ المُعضلات وسيبقى الشوكةَ في حلوقِ أصحاب سوابق التأجيج الذين وإن عَلَتْ أقوالُهم فقد شَحّتْ أفعالُهم فكانوا الرابضين في عَث الحياة لا يلتفتُ إليهم أحدٌ ولا يؤخذُ منهم عهدٌ ولا وعدٌ فهم أصحابُ الأقلامِ الصفراء والحناجرِ المسمومةِ والأهدافِ المزعومةِ بالخيرِ والتي تحملُ في باطنِها الشر للوطن.
إن تماسكَ المجتمعُ الأردني ووقوفَه خلف ََقيادتهِ الحكيمةِ زادَ من صلابةِ الأردن فما خارَ عزمهُ وما لانَ وبقيَ مثال الإصرارِ ففاضتْ كفوفهُ بالخيرِ و عفى و تجاوزَ وأصلحَ فكانَ وما زالَ وسيبقى مَوئل الفَخار وعينَ الإصرار وكان عبدُ الله فيها مثالَ الحكمةِ والرحمةِ والعفوَ عندَ المقدرةِ فأمسكَ بيدهِ سيفَ الحقِّ وكان في صدرهِ قلبَ الرحمةِ.
الرأي