تعتبر العمارة العربية من أكثر الحضارات تطوراً حول العالم، والمقصود بالعمارة العربية هي المنشآت أو المباني التي نشأت أو تطورت في
البلدان العربية، وتنقسم العمارة العربية من وجهة النظر الهندسية إلى عمارة عربية حديثة وقديمة، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن بعض من مظاهر العمارة العربية القديمة وهي كالتالي:

• العمارة العربية القديمة في مصر:

تعتبر الحضارة المصرية القديمة هي أبرز الطرازات في العمارة العربية القديمة، ولها مظاهر عديدة وأشكال هندسية كبيرة تميزها ..
بالنسبة لمواد البناء في هذه الحضارة فنظراً ألنها حضارة من أقدم الحضارات في العالم فقد كانت تعاني من ندرة األخشاب، ولذلك فقد كانوا يستبدلون األخشاب بالطين والحجر والحجارة البيضاء وهذه المواد كانوا يجلبونها من شرق البلاد وغيرها، وكانت هذه الحضارة تتميز بأشكال هندسية عديدة خاصة بها ومنها:

الأعمدة: من أبرز المظاهر التي ميزت العمارة العربية القديمة في مصر وجود األعمدة، وقد كانت تنحت من الحجارة وتستخدم في الأبنية واسعة المساحة لتساعد في حمل البناء، وقد كان المصريين القدماء هم أول من استخدموا هذا الفكرة ثم انتقلت إلى الرومان فاستخدموها في بناء معابدهم، وقد كانت الأعمدة تزين بالتيجان سواء أكانت هذه التيجان على شكل بناتات أو على شكل تاج الملك.

صناعة الطوب:

يعتبر المهندس الفرعوني هو أول من فكر في القوالب من المعدن لصناعة الطوب، فقد كانت تعد ثم يصب بداخلها الطين وبعد ذلك تتعرض لحرارة الشمس الحارقة ليجف ويصلح للبناء، ثم بعدها يستخدم هذا الطوب لبناء المقابر والمنازل.

المسلة:

هي نحت حجري طويل وسداسي الشكل ومدبب من الأعلى، ويرجع هذا الشكل المدبب إلى المصريون القدماء كانوا يعتقدون أن طيراً معيناً يقف على هذا الشكل من البناء، وهي بناء مصري هندسي فريد ويدل على عظمة النحاتين والمهندسين المصريين، حيث أنه لا يوجد في مكان اخر غير الحضارة المصرية.

المصطبة:
هي بناء عبارة عن بعض من الدرج الموضوع فوق بعضه بشكل معين ليصنع شكل المصطبة المدرجة، وتستخدم هذه المصاطب كمقابر للملوك وعظماء الدولة وتدل على عظمة المعمار في عهد هذا الملك.

الهرم:
هو بناء مخروطي الشكل وعبارة عن حجارة موضوعة بعضها فوق بعض، وهذا الشكل الهندسي هو من عجائب الدنيا السبع، وأيضاً هذا الشكل الهرمي يستخدم كمقبرة للملك وأول من بنى الهرم بالشكل المعهود هو الملك زوسر صاحب هرم سقارة المدرج.

المقابر:
اهتم المصريون القدماء ببناء المقابر اهتماماً بالغاً حيث بنوها بشكل هندسي يصعب على السارقين الوصول إليه واستخدموا في بناءها السلالم والأبواب، ووضعوا في داخلها كل ما يخص الملك من ممتلكات لاعتقادهم في البعث والحساب بعد الموت.

المعابد:
هو أول الأبنية المعمارية في الحضارة المصرية القديمة وكان في الأول عبارة عن أعمدة كثيرة فوقها سقف مسطح الشكل، وهو عبارة
عن متحف كبير يبنيه الملك ليشيد على جدرانه انتصاراته ويضع به تماثيله وكل ما يخصه.

مقياس النيل:
عبارة عن مقياس هندسي به سلم وعمود يستخدم بشكل معين لمعرفة مقياس النيل ومعرفة مواعيد الفيضانات، ويعبر أيضاً هذا الشكل الهندسي عن عظمة المهندسين المصريين في العهد القديم.

القالع:
بناء هندسي ضخم الشكل، وغالباً ما يكون شكله دائري أو مستطيل الشكل، وكان يبنى من الطوب اللبن ويدعم بالخشب والحجارة للحفاظ عليه من عوامل التعرية، وهو بناء حربي بناه المهندسين المصريين في أوقات الحرب، وقد اعطى لمصر تفوق عسكري كبير، وهو بناء مصرياً خالصاً وبعدها انتقل إلى باقي الحضارات.

القوس:
لم يكثر استخدام القوس في الأبنية المصرية القديمة ولكن هو يعتبر اختراع مصري أيضاً، حيث استخدمه المصريون في المداخل، ومداخل
المعابد وغيرها.

استخدام الفلك والعلوم الفلكية في البناء:
استخدم المصروين القدماء هذا العلم في تحديد اتجاه الأبنية، فقد كانت المعابد والأبنية تتماشى مع الأحداث المهمة من ناحية الفلك وعلومه، مثل انقلاب الشمس واعتدالها، مما كان يتطلب منهم مقاييس دقيقة جدا في لحظة بناء هذا الحدث، قد تكون المقاييس التي تم بنائها في المعابد تصنع من قبل تتويج الملك نفسه.

وقد كان هذا هو الجزء الأول من العمارة العربية القديمة في مصر وسوف نتناول في المقالات القادمة تطور العمارة العربية القديمة في باقي البلدان العربية.