27 عاما على مذبحة الحرم الابراهيمي
م . فواز الحموري
28-04-2021 12:44 AM
تمر الذكرى السابعة والعشرون لمذبحة الحرم الإبراهيمي والتي نفذها الطبيب اليهودي باروخ غولدشتاين أو باروخ جولدستين، في مدينة الخليل الفلسطينية فجر يوم الجمعة 15 رمضان عام 1414 هـ/ الموافق 25 شباط 1994 بتواطؤ مع عدد من المستوطنين والجيش في حق المصلين، حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في الحرم الإبراهيمي أثناء أدائهم صلاة الفجر، وقف المستوطن باروخ غولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود، في نفس الوقت قام آخرون بمساعدته في تعبئة الذخيرة التي احتوت «رصاص دمدم» المتفجر، واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم ليستشهد 29 مصلياً وجرح 150 آخرين.
منذ ذلك الحين استغلت سلطات الاحتلال الحادث لتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود، وممارسة سياسات التهويد والاستيطان بمدينة الخليل ومحيطها وتهويد الحرم الإبراهيمي بشتى الوسائل ومنع رفع الأذان والإغلاق المستمر أمام المصلين بحجج عديدة إضافة إلى الممارسات المتكررة على البلدة القديمة في مدينة الخليل والتي تم إدراجها والحرم الإبراهيمي قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على لائحة التراث العالمي عام 2017.
يواجه الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل جميع المحاولات الشرسة بصمود وصبر وعزيمة على مدار سنوات الاحتلال والتهويد والتضييق والهجوم من قبل المستوطنين وخصوصا مستوطنة كريات أربع والتي تشكل استفزازا في عمق البلدة القديمة ومحيط الحرم الإبراهيمي.
تقسيم الحرم الإبراهيمي والاستيلاء على الجزء الأكبر من قبل سلطات الاحتلال يشكل تحديا صارخا لقدسية المكان والذي يشتمل على رفات كُلّ من النبي إبراهيم وزوجته سارة، وولدهما إسحاق وولده يعقوب وزوجتيهما رفقة وليئة، إضافة لقبر النبي يوسف، ولنا أن نتصور المسؤولية المطلوبة للحماية والحفاظ على هذا المعلم الإسلامي بما يليق بمكانته من أهمية دينية وتاريخية وبما يمثله من حق للمسلمين في مواجهة الاحتلال والقمع.
يجدر في هذا المقام الإشارة إلى أن من نتائج المذبحة هو المباشرة فورا في عزل الحرم الإبراهيمي والعمل على تهويده والهيمنة على أجزاء كبيرة منه ومنع وصول المصلين المسلمين والسماح للمستوطنين الدخول إلى الحرم وتدنيسه.
على مر السنوات الماضية لم تتوقف الهجمات العنصرية على أرث إسلامي أصيل في مدينة صامدة في وجه التحديات وسط ظلم ونسيان وغطرسة واستفزاز للمشاعر والاعتداء وسرقة لمحتويات الحرم الإبراهيمي وفرض السيطرة عليه بالكامل.
بعد مرور أعوام تشارف على العقود الثلاثة ننظر إلى الواقع الأليم للحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل والواقع الراهن في البلدة القديمة بما تمثله من معادلة صعبة في ظل الصراع وضمن خضم معقد على أرض الواقع الفلسطيني اليومي والذي يكابده المواطن هناك في مواجهة حملات لم تتوقف للحظة.
مذبحة الحرم مر عليها حين من الدهر يكفي للنظر إلى هذه الواقعة بما ينبغي لها من إيلاء الأهمية والدعوة لهذا المعلم الإسلامي الأصيل عبر مسيرة الصمود على مر التاريخ لأن يتحرر من نير الاحتلال.
(الرأي)