اعترف أن موضوع تعلق الأطفال بالانترنت بحاجة إلى أكثر من مقال للإحاطة في كافة تفاصيله، إلا أن هذه المقالة تسلط الضوء على هذه الوسيلة الاتصالية الالكترونية التي أصبحت من ضروريات الحياة ، والشاشة السحرية للكمبيوتر سلبت عقول الناس وخاصة فئة الأطفال، بما يقدمه من خدمات ومزايا مشوقه تدفع هذه الفئات للتعلق به وعدم القدرة على السيطرة على وقت الاستخدام . ويعتبر الأطفال من أكثر الفئات التي تعشق استخدام التكنولوجيا وخاصة الكمبيوتر والانترنت فهم بحاجة للتسلية واللعب وقضاء وقت الفراغ.

والدراسات التي نفذت على عينات كبيرة من الأطفال في مختلف دول العالم بينت أن استخدام الأطفال للانترنت والجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الحواسيب يعرضهم للكثير من المتاعب حيث تقلل من نشاطهم وتؤدي إلى الخمول والسمنة وترهل الجسد وتسبب الألم في مفاصلهم والعمود الفقري، والتأثير على أعصاب اليدين نتيجة تعرضها للضغط المتواصل، وإهمال تناول الأغذية بانتظام والنفرزة والعصبية والقلق والصداع والاكتئاب في حال تعطل الأجهزة او عدم تلقي ردود على الرسائل والاتصالات التي يقوم بارسالها ، واستبدال الأوليات حيث أن أولويات الأطفال والطلاب هي الدراسة والتحضير ومشاركة الأسرة في القيام في الأعمال التي تخدم الأسرة والاندماج مع الجيران والأقارب وعدم الانغلاق أمام أجهزة الحواسيب ، واخطر ما نخشاه وقوع الأطفال في أخطاء الدخول على بعض المواقع المشبوهة " الإباحية او الإرهابية الملوثه فكريا " بسبب عدم إتقانهم للغات الأجنبية بشكل جيد, وهذا يدفعهم للدخول في مواضيع لا تناسب أعمارهم ومتابعتها ونخشى تعلقهم بها، او قيام علاقات حوارية مع فتيات مما يستهلك الكثير من وقتهم وتفكيرهم.

وبعد،،، نتائج المسوحات المتعلقة في استخدام التكنولوجيا في الأردن تشير الى ان (8.7%) من الذين اعمارهم (5-9) سنوات يستخدمون الانترنت وكلما ارتفع العمر زادت نسبة المستخدمين حيث تبلغ (22.5%) للفئة العمرية (10-14) سنة، و(49.7%) للفئة العمرية (15-19) سنة، و(60.9%) للفئة العمرية (20- 24) سنة . في الوقت الذي لا تتجاوز نسبة من لا يعرف استخدام الانترنت (3%) .وان نسبة االزيادة في عدد مستخدمي الانترنت تشسير بسرعة الصاروخ حيث ان عدد المستخدمين لم يكن يتجاوز ال (150)الف مستخدم في عام 2001 ارتفع الى اكطثر من مليون ونصف الميون مستخدم في عام 2009 ، اي (15) ضعف في 10 سنوات . والتوقعات تشير الى ان (50%) من السكان سوف يستخدموا الانترنت في المنازل في نهاية عام 2010 .

مسك الختام ،،، في مثل هذه النتائج والارقام المذهلة في استخدام الحاسوب والانترنت وخاصة من قبل الفئات العمرية الشابة، نؤكد بانه يجب على الأسر متابعة استخدام أبنائهم للكمبيوتر، وان يكونون لهم القدوة في الاستخدام والجلوس معهم وإرشادهم للاستخدام الايجابي للانترنت فالتوجيه والمتابعة والإرشاد أفضل وسيلة لحماية الأبناء من مخاطر الانترنت لان تربية الأبناء وتحصينهم وتوعيتهم أهم تحديات العولمة في العصر الحديث .

Ohok1960@yahoo.com
الكاتب : استاذ مشارك – تخصص علم اجتماع – جامعة البلقاء التطبيقية