ليلة منتصف رمضان لها مفهوم فلسفي وديني آخر، فأرى فيها مواءمة بين الدنيا والآخرة من جهة، وفيها وسطية الطرح والرؤى، وفيها اﻷمل بالمستقبل والتحسر على الماضي، وفيها ما فيها:
1. ليلة منتصف رمضان بمفهوم التوزيع الطبيعي تشكل قمة الهرم لما مضى من الشهر وما تبقى منه، ففيها حسرة على مرور نصف الشهر السريع من أعمارنا وخصوصا إن كنا مقصرين وفيها اﻷمل بالنصف الثاني لكسب الوقت وتعويض الماضي.
2. ليلة منتصف رمضان مواءمة بين الدنيا واﻵخرة، فالدنيا بسهراتها الرمضانية -وإن كانت بحسرة في زمن كورونا- تحتاج للفرح والعطاء والتملك والشقاء واﻵخرة تحتاج إليها ولكن من نوع آخر بروحانية وإيمان.
3. ليلة منتصف رمضان مؤشر لبدء العد التنازلي للرحيل ولقرب نهاية رمضان، ونحتاج لربط اﻷحزمة لكسب عامل الوقت وإخلاص النية والنظر للأمام بتفاؤل للعطاء.
4. ليلة منتصف رمضان تؤشر إلى أن لكل بداية نهاية، ولكل عملية أوج وقمة بعدها يبدأ العد التنازلي، والمطلوب العمل بجد كي لا يفوتنا قطار الرحمة والمغفرة والعتق من النار.
5. ليلة منتصف رمضان ربما تكون فريدة ولا تؤشر للمنتصف في قضايا الروحانيات ﻷن النصف الثاني من الشهر يحوي ليلة خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر المباركة.
6. ليلة منتصف رمضان توحي لنا بضرورة اﻹكثار من كسب الحسنات وفعل الخير وإتقان العبادات، فأوجه الخير كثيرة وكل يفصلها حسب مبتغاه.
7. مطلوب في ليلة منتصف رمضان أن نقف وقفة مراجعة مع الذات لنعرف ما لنا وما علينا، ولننطلق بهمة صوب التقرب إلى الله تعالى لنظفر بالدارين الدنيا واﻵخرة.
بصراحة: أصبح رمضان سريع كومض البارق اللماح، وهو من أعمارنا، وعلينا أن نحسن التصرف في زيارته السنوية لنا، والمطلوب اﻹستغلال اﻷمثل للوقت لنفوز بجوائز الرحمة والمغفرة والعتق من النار. آمين.
صباح منتصف رمضان