عذرا فأنا لا أتحدث عن الثمن ، بل أتحدث عما يستحقه القاتل الذي يستخدم السيف للقتل .
فقد فاجأنا خبر نقتله صحفنا الأردنية من إصدار الحكم على أب قتل ابنته بطعنها بالسيف 38 طعنة في سائر جسدها ، وبالنهاية جاء الحكم بحبسه 10 سنوات .
و بحسبة بسيطة ، لو قسمنا العشر سنوات على 38 طعنة لوجدنا أن كل طعنه كلفت الأب 95 يوما .
والتساؤل : لو أن الأب غرس سيفه بقلب فلذة كبده ، وقضى على روحها بطعنة واحدة ، كان سيخرج بعد 95 يوما ، أي ثلاثة أشهر ونصف الشهر.. يا يلاش لو فكر الأب قليلا ! !، قبل أن يقدم على هذه الفعلة لوفر على نفسه عناء قضاء عشر سنوات في السجن ؟! .
بغض النظر عن الجرم الذي قامت به الابنة، لكن ونحن نتحدث في الإطار الرقمي أو الحسابي نتساءل أيضا، هل يجوز لنا ومهما كان الدافع وراء ارتكاب الجريمة ، أن نعطل حكم الله على هذه الأرض وما ينبثق من قوانين وأحكام قضائية ، وان نتحول إلى قتله وسفاحين نأخذ حقنا بيدنا .
والأمر غير المفهوم ، كيف يقدم أب على طعن ابنته 38 طعنة بهذه الوحشية ، حتى ولو كانت بمقدار وحشية العمل الذي قامت به ابنته ، فيما يمكن أن تكون هناك وسائل أفضل يمكن أن تجنب الإنسان العقوبة ، وتجنب المجتمع أزمات ومشكلات لا تولد إلا العنف ،
ربما أن الغضب يعمي الأبصار ويحمل الناس على ممارسات قد تصل إلى القتل أو أكثر من ذلك مثل التشويه والتمثل بالجثث وغيرها من الممارسات الشاذة التي لا تقرها القوانين والأنظمة ، لكن مجرد أن تنتهي الجريمة فسرعان ما يأخذ الإنسان الندم على فعلته ، فأي أبوة هذه التي نتحدث عنها ، وأي أفعال تمارس بعيدة عن الأحكام وبخاصة إننا في هذا البلد لدينا دستور ونظام عقوبات وقوانين جميعها ترتكز على الشريعة الإسلامية التي علينا أن نلتزم بإحكامها .
أليس الأجدى لنا أن نترك العقاب والحساب لصاحب الحساب وان لا ننصب أنفسنا جلادين على هذه الأرض، ونستبيح بكل سهولة دم الإنسان الذي استخلفه الله على هذه الارض لأعمارها .
jaradat63@yahoo.com