الملك عبد الله الاول وفلسطين
أمل محي الدين الكردي
26-04-2021 05:41 PM
كان صاحب الجلالة المغفور له الملك عبد الله الاول يبذل جهداً تلو الجهد في سبيل القضية الفلسطينية عامة وقضية سكان الضفة الغربية خاصة فكان جلالته يواصل الرحلات المرهقة من بلد الى بلد سعياً وراء غايته النبيلة التي وضعها جلالته نصب عينيه.. ولقد برهنت الايام والاحداث قبل بدء كارثة فلسطين وبعدها ان جلالته يرى بعين البصيرة والعقل ما لا يراه غيره وان كان يبذل النصح مخلصاً لساسة العرب وزعمائهم لكي يعملوا بوحي من الضمائر الطاهرة الخالصة من كل غرض.. ومن المؤسف ان البعض منهم ابوا أن يسيروا بالقضايا العربية والقضية الفلسطينية حسب اهوائهم ونزعاتهم فكان ما وقع .ولأن في ذلك الوقت تخلوا هؤلاء عن قضية فلسطين وعرب فلسطين وتركوا الميدان وولو.. فكان جلالته طيب الله ثراه أن هب في ساعة المحنة يمسح عن عرب فلسطين بيده الرحيمة آثار الخذلان والنكبة ويعمل جاهداً لأعادة كرامتهم اليهم فرحب بهم اولاً في المملكة الاردنية الهاشمية حيث أفسح لهم مجال الاعمال وبذل الاموال لتخفيف الضائقة عمن أصيب بالعسر والفقر منهم ثم أمر بإعادة حياة الاستقرار والطمأنينة الى ربوع الضفة الغربية ،وما لبث ان أشار بمساواتهم في الحقوق والواجبات مع جميع رعاياه ليكونوا جزءً من مملكته العتيدة ويولوا وجوهم نحو الاعمال الأنشائية والعمرانية في حمى جلالته وظله وبفضل رعايته ويكون لهم صوت مسموع حتى في المجالس النيابية.
وأن جلالته الذي تجشم الصعاب في سبيل مملكته ووطنه قرر في حينه ان يزور القدس اسبوعياً بالرغم من مشاغله في حينه ليزيد النفوس اطمئناناً ويساعد على حياة الاستقرار التي كان ينشدها الجميع في وقتها.
ونحن الان انتقلنا الى مئوية اردنية ثانية وحياة جديدة واجيال جديدة علينا ان نوثق كل صغيرة وكبيرة للذين تولوا مقدراتهم وكانوا مخلصين لوجهتم ومحبين لأمتهم وان ما كان وانقضى ومضى هو التاريخ الي يجب ان يدون ويعاد توثيقه بحقائق جديدة لم يكتبها التاريخ وكانت قصص شفوية او كتبت ولم يعطى حقها .وما علينا الأن الا ان نفهم إننا أصبحنا بفضل الله وفضل جلالته أمة ذات كيان وذات كرامة بوسعها أن تتطلع الى مستقبل بملء الثقة واليقين ونتذكر دائما على مدى الاجيال والمستقبل القادم بالعناية الالهية التي أخذت بيد الهاشميين وهبوا دائماً لنصرة فلسطين والقدس في أشد ساعات محنتها .والتاريخ يعرف مدى تضحية واخلاص الملك عبد الله الاول الذي استشهد في القدس في سبيل فلسطين والقدس واليوم ونحن نرى مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني اتجاه القدس نستذكر الهاشميين بدءً من المغفور له الملك الحسين بن علي مواقفهم الثابتة والتاريخية إتجاه القضية الفلسطينية والقدس في كافة المحافل الدولية وهذاموقف تاريخي واسلامي وهذا ما أكده جلالة الملك عبد الله الاول ويوكده دائماً بأن القدس خط احمر ونستذكر ونثمن موقف ولي العهد الامير حسين الاخير بإعلانه وقف زيارته للقدس اعتراضاً وتنديداً بسياسة القممع والتضييق عليهم وان الاردن سيبقى بقيادته واهله الداعم للأهل في فلسطين وهذا امتداد تاريخي مهما كان الثمن والتضحيات لن تتغيير ،لأن العلاقة الجوهرية والاخوية بين الشعبين هي علاقة دم أصبحت مثوارثة ومتجذرة لن يغيرها الزمن. وما حصل بالاقصى خلال الايام الماضية ليس بجديد على اسرائيل من اجل تنفيد سياستها الاستيطانية لقضم الارض وتهويدها.