ظهر في عام 1932م كتاباً عن فلسطين لمؤلف يهودي اسمه (المستر لاندا) وقد سمى كتابه (فلسطين كما هي ) وكتب فيه عن وجهة النظر الصهيونية في فلسطين وبحسب التعليقات ورؤية القارىء في حينه أن من وضع مقدمة الكتاب هو السير هربرت صموئيل أحد زعماء الصهيونية البارزين في حينه وكان اول مندوب بريطاني سامي في فلسطين وأول وزير يهودي بريطاني يتبنى الفكرة الصهيونية عام 1914م ولعب دوراً هاماً في خدمة الصهيونية وسعى باسلوب ماكر لوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني .وقد نشرت الصحف اليهودية في حينه ان هذه المقدمة قسما منها قد وضعها السير هربرت ، وننقلها كترجمة حرفياً كما جاء فيها. لا وجد بلاد كفلسطين حدتث فيها في وقت قصير تبدلات اساسية ووسمت بميسم ظاهر من الانتقال والتطور الحديث في وقتنا هذا. ولا توجد كفلسطين بلاد عظيمة في ماضيها ومستقبلها على حين حاضرها ليس الا همزة وصل بل محاولة جريئة لإحياء الماضي ووضع تصميم للمستقبل. ولذلك فقد أصبحت فلسطين مفعمة بالمشاكل والمعضلات الي لا تعادلها بالنسبة الى صغر مساحتها أي مشاكل اخرى في العالم ففيها المشاكل الاقتصادية وسياسية وجنسية ودينية وكل واحدة من هذه المشاكل مفتقرة الى حل سريع ،وقد توفرت لها الهمم الشماء والحماس المتحفز والخصومات الحادة.
واليهود يقومون بالاعمال مهما كانت بقوة وعناية اكثر من غيرهم من الشعوب ،فإن الجهود العظيمة الشاقة التي قاموا بها بفلسطين قبل الحرب قد أتت بالنتائج المدهشة الظاهرة لكل ذي عينين وسواء نالت الاستحسان ام لم تنل فانها تستفز الهمم ولا يستطيع احد ان يبخسها حقها من الاهتمام والى جانب الضوضاء والمجادلة الناشئتين عن اصطدام تلك المساعي السالفة للذكر يتم جانب كبير من العمل الناجح الرصين من زراعي وصناعي وعقلي وهو عمل يساهم فيه العرب كما يساهم اليهود ويقوم على رأس الجميع ادارة بريطانية بصفتها اداة أمنية ناشطة حسنة النية وهي في بعض الاعيان مغيظة ومزعجة لكنها صبورة دائماً.
كان يؤمن السير هربرت إن قامت دولة صهيونية في فلسطين فأنها ستصبح مركزاً جيداً للحضارة جديدة فالعقل اليهودي هو شيء مميز وفي ظل الرعاية الوطنية فان الدولة ستصبح ينبوع تنوير ومصدر عظيم للآداب والفنون وتطوير العلوم كانت هذه من افكاره التي كتبها وكان يؤمن فيها في كتاب مذكرته الاؤلى التي كتبها وصاغها في التاسع من تشرين الثاني من عام 1914م حين كان مديراً للبريد العام في وزارة اسكويث الاؤلى حول مستقبل الدولة الصهيونية .حكم صموئيل (فلسطين) بقوانيين غريبة تفتقر الى الشرعية وضرب القوانيين العثمانية الي كانت سائدة عرض الحائط وبذلك سلب الشعب الفلسطيني حقه الشرعي في حكم نفسه بنفسه . وكل ما فعلته الصهيونية وسعت نطاق المشكلة اليهودية لتشمل اليهود اللذين كانوا في فلسطين وصنعت كياناً جديداً زرعته زرعاً في قلب الوطن العربي لتستخدمها دول الغرب ضد نهضة العرب خاصة والمسلمين عامة.
ان ما يحدث في فلسطين اليوم هونتاج ما حدث في الماضي هذا التسلسل الزمني يضع تحت المجهر اهم المحطات خلال القرنيين الماضيين التي أسهمت في تحول فلسطين من أرض عربية الى دولة يهودية.