المعذرة أنني لم اكن أعرف من رافق سمو الامير الحسن حفظه الله بزيارته الى حابس باشا في غور الذراع لدعوته او بحث اقتراح ان يبادر العسكر بالمصافحة خلال توقيع معاهدة السلام.
لكنني أعلم أن الوسيط الكبير هو صاحب السمو الملكي الامير الحسن، وربما أخطأت التقدير في عدم ذكر اسم سموه.
والحديث هو بذكرى وفاة كبير العسكر حابس باشا، وحملت كلمات الاستاذ الجليل احمد سلامة معاني التقدير والمحبة لرجل عزَّ نظيره، وخدم الاردن في اصعب المراحل واحرجها مدافعا مقاتلا وكان دائم الحديث عن القدس وفلسطين، وهنا نستذكر قصيدة حابس باشا حين صدر قرار مجلس الامن بفرض الهدنة في حرب فلسطين 48، فأجاب حابس شعرا حين قال:
ما اريد انا هدنةً يا كلوب ..... خل البواريد رجّاده
بيوم قيظ بحر الشوب ...... والنار بالجو وقّاده
خلهم يحسبوا لنا محسوب...... إنا على الموت ورّاده
صهيون اترك لنا المغصوب...... وابعد عن القدس وبلاده
النصر من الله لنا مكتوب ....... والخوف ما هو لنا عادة
كلمات البداوة فيها معاني الاخلاص وعشق فلسطين والقدس، وتعبير عسكري سياسي فيه الاصرار على القتال.
حابس باشا تحدث عن لقائه مع سمو الامير الحسن في اكثر من جلسة وقد سمعت بعضها، وسمعت تعمده لذكر اسماء ممن قاتلوا معه في باب الواد، وتظهر على محياه اثار الانفعال حينا والاعتزاز والتأثر حين الحديث عن الشهداء.
حابس باشا يتميز بالبداهة والعفوية ولكن لا يتردد من الاجابة على اي موقف وبسرعة وبكلام بسيط بليغ، وانا شاهد على اكثرها ولو أشير بأي تلميح فستتم معرفة الشخوص فورا، والصمت افضل امام وسائل الاعلام ولكننا في احادينا لا نرحم ولا نتردد خاصة عندما تكون القصة متعلقة بشخص ارتبط باستغلال المنصب، علما ان حابس باشا معروف عنه النزاهة وابسطها حين احيل إلى التقاعد عام 1976 ترك قاصة القائد العام بما فيها من مبالغ وهي في الاصل مخصصة لاستخدامه الشخصي على الكيفية التي يريدها، وخرج بسيارته الوحيدة ذات الموديل القديم نسبيا.
أَجَدْتَّ اخي ابو رفعت في حديثك وتسليط الضوء بجرأة وحكمة في الرواية عن حابس باشا، واعجبني العنوان البسيط "رواية بكر خازر" واحببت ان ابدأ به روايتي الحالية، متمنيا لك موفور الصحة والسعادة.