يعشق الزيتون هذه الارض المباركة وينبت بها متحديًا ملوحتها وجفافها وقساوة صخرها. ويحضن الزيتون ارضها متشبثًا بها عبر جذورها رافضًا تركها ثابتًا امام الرياح العاتية وتقلب الاحوال ونكران الزمان، ينمو ليبقى الاف الاعوام ليعطي أكثر مما يأخذ، طعمه مر لمن لا يعرف جني ثمره.

فالأردن كيان سياسي مركب لا يمكن اقتصار وصفه بظرف تاريخي او حالة سياسية او موقع جغرافي او خصائص طبوغرافية بل لكي يتم فهمه بشمولية وانصافه لابد من معرفة أهله، فالأردنيون يعشقون دولتهم ويتمسكون بنظامهم السياسي مؤمنون بعقدهم الاجتماعي المنصوص عليه بالدستور و يريدون للأردن مزيداً من البناء والعطاء، ويميز جلهم مصداقية تلك الدعوات التي تدعي حرصها على الوطن ويعلمون ان باطنها باطل وظاهرها زائف تختلط بها احقاد شخصية مع مطامع خارجية لخدمة سياسات انتهازية تريد خلق أحوال متقلبة توظف جيوسياسياً على حساب أمن الاردن أرضًا وشعبًا ونظام.

في المقابل، ليس كل من ينشد الاصلاح خصماً وذلك لأن الاصلاح ضرورة وطنية ملحة، الا ان التحدي هنا يكمن في انتقائية مطالبنا الاصلاحية بحيث نرى حالة من تضارب المطالب الاصلاحية وتناقضها تتسم بالشعبوية والانتقائية، كل فئة تطالب بالإصلاح الذي يتناسب مع مصالحها وينسجم مع موقعها سواء المهني او المناطقي او الطبقي او السياسي متجاهلة بذلك مبدأ شمولية العملية الاصلاحية واستنادها على قيم العدالة والمساواة والقانون، فالإصلاح يجب ان يكون مكسبًا للجميع لا طرف خاسر او مستبعد، ينمو من الداخل ولا يفرض من الخارج، يشترك بعملية ترسيخ اسسه وبناءه كافة ابناء المجتمع بما في ذلك الاصوات المغيبة عبر حوار شامل يستند على الدستور.

وفي الختام لن نقبل ان يوصف هذا البلد المقدس الا بمملكة الثبات والعطاء كالزيتون المبارك..