مؤسسة آل البيت .. تفعيل وإعادة نظر
شحاده أبو بقر
24-04-2021 03:02 PM
كل الأحداث والتطورات السياسية التي شهدها الأردن والإقليم على مدى ثلاثة عقود مضت، وما خالطها من إيحاءات وتطلعات وحتى خلافات داخلية، باتت تستدعي من وجهة نظري المتواضعة، تفعيلا حقيقيا لمؤسسة آل البيت التي أرساها الراحل الكبير الملك الحسين رحمه الله.
مؤسسة آل البيت وبما تتوفر عليه من رمزية دينية وشرعية هاشمية وحتى أبعاد سياسية توائم مجريات العصر وتطوراته، يمكنها أن تكون مرجعية حقيقية ذات قوة ونفوذ ديني إجتماعي وسياسي، وبالذات في زماننا الراهن، إذا ما جرى وجديا تفعيل دورها وإعادة النظر بهيكليتها الإجرائية والإدارية والعلمية لتكون "منارة" كبرى كما أرأدها الحسين رحمه الله، وكما سعى لتعزيز حضورها الأمير الحسن إبن طلال أمد الله بعمره.
ومما أرمي إليه مثلا وفي هذا الوقت بالذات، إناطة أمر الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف بهذه المؤسسة الرائدة، فلذلك بعد ديني غير قابل للنقض، في حين أن البعد السياسي يطغى مثلا عند إناطة الأمر بوزارة الأوقاف كما هو الواقع حاليا!.
دائرة الإفتاء والمجالس العلمية الهاشمية وصندوق الزكاة هي الأخرى مكانها الطبيعي المؤثر هو مؤسسة آل البيت لا غيرها. وحتى إحياء المئوية إحتفاليا وسوى ذلك من أنشطة ذات بعد إرث وطني أردني هاشمي، مكانها الطبيعي هي الأخرى مؤسسة آل البيت لا غيرها.
أعي جيدا ما أقول وأذهب إلى ما هو أبعد سياسيا في حتمية تحصين الإرث الوطني الأردني الهاشمي في مواجهة أية ترتيبات سياسية قد تسعى إلى تغييب أو تجاهل هذا الإرث الديني السياسي الحضاري الكبير.
هذا زمن صعب يقتضي التفكير إبداعيا بتعزيز دور ومكانة مؤسسة آل البيت كمرجعية ليس دينيا وحسب، وإنما حضاريا ووطنيا وتراثيا وسياسيا، وبإشراف مباشر وإنخراط فاعل من عشيرة الهاشميين وسائر عشائر وعائلات الوطن وعلى رأسها جميعا جلالة الملك رأس الدولة قائد الوطن الوصي الشرعي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
نعم.. لو جرى التفكير جديا في ما أقول ومقاربة الإبداع في جعل مؤسسة آل البيت خيمة عز وجداني إيماني أردنية هاشمية، لكان حضورنا العربي والإقليمي وحتى الدولي أفضل بكثير مما هو عليه اليوم، ولاجتمعنا كلنا على كلمة سواء.
الله تبارك وتعالى من وراء قصدي..