هي أخلاق الهاشميين .. وليحفظ الله الاردن
فيصل تايه
24-04-2021 10:02 AM
بارادة صلبة قوية، وبهمة ابوية عالية، وبتكريسٍ وتعميقٍ لمفاهيم القيم الإنسانية وروح التسامح والرحمة والعفو، وجه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المسؤولين المعنيين باتباع الآلية القانونية المناسبة ليكون كل واحد من ابنائنا ممن اندفع وتم تضليله وأخطأ أو انجرّ وراء الفتنة، بين أهله واحبته في أسرع وقت، ليكون هذا رد جلالته الحصيف على مناشدات عدد من الشخصيات التي التقت جلالته في قصر الحسينية، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بعد أن رفعوا عريضة لجلالته موقعة من شخصيات عشائرية، مطالبين للصفح عن أبنائهم الذين انقادوا وراء تلك الفتنة، مستذكرين قيم الهاشميين في التسامح والعفو.
جلالة الملك وهو الاب والأخ وولي الأمر لكل الأردنيين، وفي هذا الشهر الفضيل، شهر التسامح والتراحم، يريدنا جميعا ان نكون "محاطين بعائلاتنا، ليكون كل واحد من ابنائنا ممن اندفع وتم تضليله وأخطأ أو انجر وراء الفتنة، عند أهله بأسرع وقت، بالرغم من ان ما جرى "وكما قال جلالته" كان مؤلما، ليس لأنه كان هناك خطر مباشر على البلد، فالفتنة أوقفت في بدايتها، والتي كان من الممكن أن تأخذ البلد باتجاهات صعبة "لا قدر الله" لكن جلالته قرر من البداية التعامل مع هذا الموضوع بهدوء، فما حدث من سوء تقدير واندفاع وراء فتنة مؤلمة، ومن غير تفكير بالنتائج، ذلك لم ولا يهزنا، فالاردن قوي برسالة المخلصين، وثقة جلالته بمؤسساتنا ليس لها حدود.
لقد كنا ننتظر بثقة تامة من جلالة الملك التعامل مع هذه القضية باخلاق الهاشميين، والعفو عند المقدرة، فجلالته الأكثر تفهماً بالظرف الاستثنائي المحيط الذي تعيشه المنطقة، وجميعنا مدركين بان الاردن في دائرة الاستهداف، بامنه واستقراره من جهات خارجية حاقدة، تحاول استخدام مختلف الأدوات بالسعي والعمل لاغداق ابنائه وتضليلهم والتغرير بهم وتشويه صورة الاردن الحضارية عربيا ودوليا، ذلك "ببخ" فحيح الفتنة واثارة النعرات والتشكيك بالقيادة، والتجييش ضد الدولة، وتسميم الحياة العامة، ببث الاشاعات السوداء التي تنسج من خيوط الكذب والافتراء بهدف التشويش على مسيرة هذا الوطن الذي يمضي قدما بعون الله الى المزيد من الازدهار والرقي والنهضة رغم كل الظروف والأحوال.
لقد استغل اعداء الاردن هذه الفتنة وما حصل "وشمروا" عن سواعدهم "الجرباء"، معتقدين انها اللحظة المناسبة والفرصة الثمينة للنيل من هذا الحمى الأبي، والانقضاض على مقدراته ومكتسباته، وتحريك الشارع بالتهويل والادعاءات القمئة، ذلك بفبركة الروايات وقولبتها بقوالب على مقاسهم بعيداً كل البعد عن الحقيقة، بهدف زعزعة ثقة المواطن بدولته وقيادته، وبهدف ضرب امن البلد واستقراره، وارباك المواطنين، وادخال الوهن الى قلوب ابناء الوطن الواحد، وبين ابناء العشيرة الواحدة، بسلاح الأكاذيب المضللة تارة ونسج الادعاءات السوداء تارة اخرى وبكل ما تعلق بقضية الفتنة، لكن ابناء الأردن الاخيار لم ولن تضللهم تلك المطبات الوهمية والفخاخ الصدءة، ليقفوا صفا واحدا خلف قيادتهم، وليفوّتوا الفرصة على هؤلاء الخسة، ليبقى الاردن صامدا امام اعتى المؤامرات، فكانت فطنة شعبه وانتمائهم اكبر من كل تلك الاكاذيب وتلك الاستهدافات البغيضة.
ان ابناء الاردن قد اثبتوا اكثر من اي وقت مضى وفي اكثر من موقف انهم اكثر وعياً وادراكاً بما يحاك بهم وبوطنهم، فهم على ثقة تامة بمليكهم ودولتهم ووطنهم وجيشهم واجهزتهم الامنية وما تلك الفخاخ الا مجرد مطبات وهمية لا يمكن للاردنيبن الشرفاء ان يقعوا فيها، ما فوت الفرصة على اعداء الاردن بالخيبه والإنكسار، فما يواجهه الاردن اليوم من تحديات هي جزء من القضايا الرئيسة التي تشغل المنطقة، وما السياسات التي تتبعها المملكة للتعامل مع مجمل تلك التحديات الا ضمن أطر تحقق المصلحة الوطنية العليا واسهاما في خدمة المصالح العربية والقضايا القومية، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي يؤكد جلالته دوماً مركزيتها في الأولويات الأردنية، فالاردن وضمن هذه الظروف التي تحمل العديد من التجاذبات الإقليمية والدولية والتي تهدف إلى تغيير خريطة المنطقة واحباط ارادة الشعوب وزرع كيانات تابعة طبقاً لمصالحها، ومن اجل تمرير المخططات الاسرائيلية وارضاء لها، بتنا ندفع ضريبة مواقفنا الوطنية والقومية، فلم يكن امام قوى الشر سوى اطلاق ادواتها المعروفة وابواقها النتنة واصواتها الناعقة للتشويش على مسيرة الاردن في كل لحظة وفي كل مناسبة وكل فرصة، سعيا للنيل من هذا الوطن الشامخ، والذي سيبقى بفطنة شعبه وانتماء ابنائه اكبر من كل الاستهدافات مهما كبرت او عظمت.
إن استقرار هذا البلد راسخ ومتجذر لدى كافة ابنائه، وإن أمنه واستقراره هدف يسمو بتماسك شعبه الواحد، وان يقظة اجهزته الأمنية، هي القلعة الحصينة التي تصد كل البغاة، وهو الترياق الي يشفينا من السموم السوداء التي تحاول تسريبها إليه جهات حاقدة من شذاذ الأفق، ما فرض ان يتحول كل مواطن الى خفير بالفطنة، كواجب وطني متعمق في داخله، ويمد يده لتصافح السواعد القوية في اجهزتنا الأمنية لحماية الوطن، لبيقى الجميع يلتف حول هذه القلعة الشامخة، لتبقى عصية على المخططات والمؤامرات الدنيئة، الساعية الى استهداف الأردن والأردنيين، ولتستمر مسيرة الخير والعطاء في كل جنبات الاردن الكبير باهله.
عاش الاردن عزيزا شامخا في قلوب الاوفياء المخلصين وليحفظ الله "هذا البلد الامين" من كل مكروه او سعي لاي مغرض او حاقد او فاسد او ناكر للجميل..
عاش الاردن بلدا حرا عربيا وعاش شعب الاردن شامخا بوطنيته الخالصة وصدق ولائه وانتمائه، وحفظ الله جيشه الابي واجهزته الامنية الوطنية الصادقة وقيادته الهاشمية الفذة.
ودمتم سالمين