حركة السوق المحلي في رمضان
خولة كامل الكردي
24-04-2021 12:10 AM
يزداد الاقبال على السوق في شهر رمضان المبارك بخاصة على المواد الغذائية والتي تشكل الجزء الاكبر من ميزانية الاسرة الاردنية في رمضان، وهو بالطبع من اكثر الامور الحاحا والتي تحتاجها جميع الاسر هنا في الاردن، فالسوق ينشط عادة في شهر رمضان والعيدين بغض النظر عن ظهور مرض كورونا، حيث كانت الاسواق تزدحم في مثل هذه الفترة من السنة بالمتسوقين والذي يتوافق معها حلول شهر رمضان الكريم، وما يرافقه من انتعاش للاسواق خاصة اسواق اللحوم والدواجن والاسماك والخضار والفاكهة والمولات التجارية، وهي على سلم اولويات قائمة التسوق لكل اسرة اردنية.
ومع وجود حركة نشطة في السوق وعلى مدار الشهر المبارك، يتراجع معها اسواق بيع الملابس واللوازم المنزلية وان كانت افضل حالا من اسواق الملابس والتي تكبد اصحابها خسائر كثيرة ويعانون من تراجع وانكماش ملحوظ وكبير في الشراء، بالمقارنة مع محلات الحلويات والمطاعم والتي تشهد حضورا لافتا من قبل المواطنين، عموما تعتبر المواد الغذائية وما يرتبط بها من المطاعم ومحلات بيع العصائر والكفتيريا بمختلف انواعها والاكشاك الصغيرة من محلات بقالة ودكانين تنتشر في الاحياء السكنية، لا تعاني ما يعانيه قطاع الملابس والاثاث والسيارات ولوازم البناء والاجهزة الكهربائية والقرطاسية وغيرها الكثير من ركود يؤثر بشكل سلبي على شريحة واسعة من المجتمع الاردني، مما يضيف عبئا على الحكومة في مساعدة تلك القطاعات وتقديم الدعم الكافي لها.
وبدخول جائحة كورونا عامها الثاني وما صاحبها من حجر صحي، لجأت العديد من الاسر لشراء الخبز والمواد التموينية لتامين حاجاتها منها، واصبحت الملابس من الامور الثانوية التي لا تعيرها الاسر الاهتمام الذي كان في السابق، خاصة بعد تاثر قطاع العمل والاستغناء عن بعض العمال والموظفين من قبل المؤسسات التي كانوا يعملون بها، مما دفع العديد من الشرائح في المجتمع الاردني الى الاقتصاد بالصرف اي(شد الحزام) وتحويل كافة نفقاتها نحو الاهم والتخلي عن ما كان يعتبر من المصاريف الضرورية، كشراء الملابس والاحذية والعطورات والاكسسوارت والمستحضرات التجميلية، والتي جميعها شهدت عزوف واضح من قبل المواطنين فمثلا الاسرة تشتري كسوة واحدة لكل ابن لديها يلبسه في العيد الصغير والكبير!
ان ارتباط الظرف الاقتصادي الحالي بجائحة كورونا، يضع على عاتق الاسرة الاردنية المزيد من الاعباء والتي تدفعها الى مزيد من التقنين في ميزانية البيت، والحد من المصروفات الغير ضرورية بالنسبة لها ليحل محلها مصاريف دفع الفواتير شراء المواد الغذائية ومصاريف التنقل والتداوي والعديد من المصاريف البيتية.
عسى الله ان يرفع البلاء وينشط السوق ويعود لحيويته كما كان قبل كورونا ونامل ان يستعيد الاقتصاد المحلي ولو جزء من عافيته والذي هو بالاصل يعاني من مشاكل كثيرة.
(الدستور)