سواء في شهر الخير والتوبة والرحمة والمغفرة والعتق من النار أو غيره علينا أن نرحم فئة المستضعفين والذين لا حول ولا قوة لهم بالممانعة وخصوصاً في حال ضعفهم، وهم تحديداً المرضى والموتى والفقراء والمساكين واﻷيتام، وذلك من خلال عدم إظهار صورهم من على صفحات التواصل اﻹجتماعي مراراً وتكراراً:
1. أتفهم أن يظهر الناس صورهم الشخصية أو مناسباتهم اﻹجتماعية من على صفحات التواصل اﻹجتماعي ولو لمرة واحدة، لكني لا أقبل وأنتم والجميع إظهار صور الموتى والمرضى وإبتزاز الفقراء واﻹستعراض بهم مرّات ومرات.
2. ظاهرة إنتشار صور المرضى واﻹستعراض بهم في غرفهم بالمستشفيات قبل وإبان وبعد العمليات باتت مقززة، لدرجة أن بعضهم أي المرضى يتعمد ﻷخذ سلفي له وهو على سرير الشفاء ويطلب دعوات الناس ليحسب عدد الإعجابات والملاحظات التي سيحصل عليها؛ فالمطلوب الرحمة بهم وبنا.
3. البعض يظهر صور الموتي سواء عند موتهم أو دفنهم أو حالة حدوث وفاتهم أو حتى ذكرى وفاتهم السنوية، وأجزم بأن ذلك لا يراعي البتة أدنى أدبيات إحترام الكرامة اﻹنسانية وخصوصيات الناس.
4. البعض يتباهى بصور موائد اﻹفطار بتصويرها قبل دخولها لمعدتهم، ويتناسوا مع اﻷسف أن كثيرا من المحرومين يتمنون ويشتهون ما أظهروه من موائد ولكنهم لا يتمكنون من شرائها.
5. البعض يتعمد أن يرعى أعمال الخير كموائد اﻹفطار او غيرها للأيتام والفقراء ﻹظهار صورهم وهم يفعلون الخير، متناسياً أن الخير يفعله الناس دون ضجيج أو شوفية أو إستعراض ليكون في ميزان حسناتهم.
6. كثير من مستخدمي وسائل التواصل اﻹجتماعي باتوا يصوّروا كل شيء وكل حركة وكل حدث ويضعوها على مواقعهم، بالطبع هذا جل خطير حيث اﻵخرين يرصدون حركاتنا وهذا يؤثر على اﻷمن المجتمعي.
7. أعتقد أن إظهار الصور ليس هدفها أكثر من إستعراضات ومهاترات وشوفيات، والمطلوب الرحمة بالمستضعفين وبنا نحن المتابعين للفيس بوك وغيره.
بصراحة: كثيرون لم يفهموا بعد مقاصد وأهداف وسائل التواصل اﻹجتماعي، فهي ليست لصور المرضى واﻷموات وموائد اﻹفطار وصور اﻹستعراضات بقدر ما هي لتجسير الهوة والتشبيك في التواصل اﻹجتماعي والحوار بين الناس، والمطلوب من مستخدمي التواصل اﻹجتماعي أن يرحموا ذهنيتنا وأن يرحموا إنسانية المرضى واﻷموات واﻷيتام والمحتاجين على السواء.
صباح الوطن الجميل