مَتى يُصبح مَجلس رُؤساء الكنائس في الأردن مَقبولاً
فؤاد الكرشة
23-04-2021 04:35 PM
لنَبدأ مِنَ الصَفحةِ الأخيرَة ونَختَصِر على مُتابعي المَوضوع (السَرد والتَحليل) س: مَتى يُصبح مَجلس رُؤساء الكنائس في الأردن مَقبولاً لمُنتَقدهِ؟
1.هَل عِندَ إبعادِ شَخص مُطران الرُوم الأرثوذكس (خريستوفورس عطالله) عن رِئاسة المَجلس؟
2. أم عِندَ تَحجيم مَكانِة الكنِيسة الرُومية الأرثوذكسية؟
3. أم سَينال المَجلس الرِضَى وسَيتوقَف الهُجوم عَليهِ عِندَ قبولهِ بإنضمام أي مَجموعة تُشكَل وتُطلق عَلى نَفسِها إسم كَنِيسة؟
4.أو إن تمَ حَل مَجلس رُؤساء الكَنائس من أصلِه؟
لنبدأ من التساؤل الأخير الى الأول ..
حَل مَجلس رُؤساء الكَنائس
طالما إجتهد الآباء والأجداد لتَشكيل جِسم واحد أو مَرجعية مُوحدة للمَسيحيين تُدير شُؤونهم وأحوالهم الكنسِية وتُمثلهم أمام المُجتمع والدَولة، بَعدَ تَحقِيقِ هذا وإنتقال مَجلس رُؤساء الكَنائس في الأردن من اللقاءات ذَات الاطار الاجتِماعي والتلاقي في المُناسَبات العَامة (وهُنا لا أقلِل مِن أهمية ذَلِك وضَرورتِه في زَمَنِه) إلى الاجتماعات الدَورية غَيرِ المُنقطعة التي وضَعَت عَلى طَاولة المَجلس ملفات كَبيرة وثَقيلة مِثل تَطوير أعَمال المَحاكم الكَنائِسية وقَوانِينها وأنِظمتها والمَناهج الدِراسِية (الثقافة والتَنشئة الدينِية) والعَديد من المَواضيع التي كَان مِن الصَعب سابقاً تَناولها، بالاضافة لِتَمثِيل مَسيحي واضِح مُوحد أمام الدَولة وعُموم المُجتمع، كَما مُناقشِة أي تَحديات تُواجه أي كَنيسة ورَعِيتها وحَلها ضِمن القَنوات الرسمِية بِيُسر ودَعم رَسمي كامِل حَسب الأصول.
فَهل لِهذا أن يَكون دُون إنسِجام وتَوافُق الأساقِفة ومُمَثلي الكنائس؟ وإيمَانهم بِوحدة العَمل الجَماعي؟ فَمَن الذي لهُ مَصلحة بالتَشكيك بِحاجةِ وحُضور مَجلس رُؤساء الكَنائس في الأردن؟
المَجموعات أو الهَيئات المَسيحيةَ (خَارِج إطار الكَنائس المُعترف بِها)
لِمَجلس رُؤساء الكَنائس فِي الأردن بَابٌ يُطرق ويُفتَح وهُناك تُناقش كُل التَفاصيل وإن طالَت، عَدى ذَلك مِن مُحاولات وإجتِهادات أجِدها غَير نَافعة.
مَكانة الكنِيسة الرُومية الأرثوذكسية
بَاتَ جلياً إنزِعاج المُنتقد مِن عَودة حُضور كَنيسة القُدس (بَطريركية الرُوم الأرثوذكس المَقدِسية) الى المَشهَد وقِيامِها بِدورِها الصَحيح والتاريخي أيضاً، كَيفَ لا وهِي أم الكَنِائِس ورَمز الهَوية المَسيحية المَشرقية في المِنطقة وحَافِظة الايمان القَويم مُنذ ما يَزيد عَن الألفي عَام.
لستُ مُعلماً لِمَادةِ التاريخ ولن أعطِي مَعلومات تَاريخية في هذا البَاب، هُناك مَراجع وأبحاث وشَواهد وغِيرها لمن نَسي، أو لِمَن غَاب التاريخ عَن ذِهنه ليَبحث في تاريخ عَائلتِه ولا داعي لأن يَعود للجد السَابع الجد الثالث يَكفي.
لنَعود مَعاً للمَوضوع الأساسي، ثِقل الكَنيسة الأرثوذكسية في المَجلس (إن صح التَعبير) لهُ دَلالات وأبَعاد تَرتَبط بِالماضي والحَاضر والمُستقبل المَسيحي لهَذهِ البِلاد، ولا يُمكن لِهذا بِأي شَكل مِن الأشكال أن يَمس أو يُقلل مِن حُضور أو مَكانة أي كنيسة أخرى في المَجلس، لأن العَمل وحدَوي وجَماعِي بِعكس ما يُحاول المُنتَقِد أن يروج لهُ.
نذَكِر بأن في المَجلس كَنائس لَها تاريخ أقدم من تَاريخ دُول في المِنطقة والعَالم، وقَضِية رئاسة المَجلس هي بَينَ أصحابِ النِيافة الأساقفة الذين لهم تَقدير وإحترام في المُجتمع ولدى أعلى المُستويات في الدَولة وفي القصر أيضاً وكُل الناس تَعلم بذلك، أنا كَمسيحي مَعنِي بِأن أرى مُمَثلي الكنِائس على طَاولة واحدةَ بِصَوتٍ واحد.
وبِالمُناسبة ما تَقوم بِهِ الكَنيسة الأرثوذكسية مِن (دَور جَامع) مُمَثل بالمُطران خريستوفورس عطالله ما هُو إلا دَور مُكمل لِمَن سَبقهُ من أساقِفه الرُوم الأرثوذكس في الأردن لأن هذا مَنهَج الكنيسة الأم، وأرفق لِعناية القُراء بَعضاً مِن الصُور الأرشيفية تُذكِر بشَيء مِن العَلاقات الطيبة التي جَمعت الأساقفة والتي مَا كانَت إلا وثيقة وقَوية بَينَ الجَميع بِعكس مَا يَسعى أحدهم لنَسفِه، ومِنَ المُؤكد أن في كُل كَنيسة صُوراً وأمثلةً على ذلك، إذاً لمَصلحة مَن يَأتي الصَوت النشاز مُحاولاً مَس الوحدة؟
مَس صُورة مُطران الرُوم الأرثوذكس
لا أنا مُحامي المُطران ولا مُحامي غيره، ولكن ليفهم المُنتَقد شخصية وفِكر نيافتهِ الذي يَحملهُ، أقول: الجِيل الشَاب المُؤمِن بالحَداثة والتطوير والتَجديد، والذي صَار مُعظم وَقت عَمَله ودِراسته وإجتماعِياته عَبر الجِيل الرَابع والخامس ويَتطلع للسادس يَعرِف أيضاً (ان واحد) مِثل المُطران خريستوفورس عطالله فيهِ شيء من البطريرك إلياس معَوض وشيء من البابا شنودة وشيء من المُطران هيلاريون كابوتشي وشيء من البطريرك مِيشيل صَباح وشيء من المُطران ثوذوسيوس عطالله حنا، وصلت؟
وأخيراً ولا مَرة سَبق للدولة أن هَيأت ظروفاً ليَجتمع الأساقفة مَعاً بجسم ومَرجعية واحدة كَما يَحصل الآن، ولسنا بعالم بَعيد عَما يَجري حَولنا وما يُواجِههُ إخوتنا المَسيحيين من تَحديات، فالأغلبية أوعى وأكثرُ تقديراً للمرحلة وما التشويش وتَشويه جُهد مَجلس رؤساء الكنائس إلا كلاماً وبلا قيمة حتى لو تلقى دعماً ما.