الإفراج عن ستة عشر موقوفا على إثر الأحداث الأخيرة والاستجابة لمناشدة عشائرية ولمجموعة من الشخصيات لجلالة الملك عبدالله الثاني يمكننا قراءتها عبر أكثر من زاوية فهي من ناحية تؤكد حجم الأبعاد الإنسانية التي امتاز بها المجتمع الأردني المتوج بنظام ملكي هاشمي يتزعمه جلالة الملك الذي ما انفك يؤكد على ضرورة مجتمع الأسرة الواحدة التي يجب أن يغلب عليها طابع المودة الصادقة والتقدير بين قائد وشعب منهمك في عملية البناء وتحقيق الإنجازات والتعاون في مواجهة التحديات على اشدها.
جلالة الملك دعا إلى اتباع الآلية القانونية لتوخي اقصى درجات العدالة والصفح عمن انجر وراء دعوات مظللة ليكون له دور في الفتنة التي تم وأدها بحكمة وبصيرة وحيث يؤمن الملك أن أبناء شعبه متماسكون فيما بينهم ولا يقبل اي منهم ان يؤتى من قبله فإن جلالته يؤكد في استجابته السريعة للنداء أن الذين أفرج عنهم هم من أبناء الأسرة الواحدة المنتمين الصادقين للأردن وانه اذا جاءت لحظة خرجوا فيها عن جادة الحق والطريق السليم فإن ذلك لا يتعدى كونه هفوة لا تغير في واقع ولائهم للوطن وحرصهم عليه اي شيء.
في رمضان يكرس جلالة الملك نهج العفو والتسامح ويشيع قيم المحبة والتآلف والوحدة الوطنية والتغاضي وهو بذلك يمثل أخلاق الاسلام وصفات الهاشميين ويحفظ رسالة والده الحسين بن طلال الذي جسد فيه مبدأ العفو عند المقدرة كشيمة من شيم الكرام.
ملك إنسان في صور ومشاهد لا تتكرر إلا عند آل البيت من الهاشميين ومآثر ومكارم الواحدة منها تتلو الاخرى لتبرهن مجددا ان الأردن دولة مختلفة في مضامينها ودلالاتها وانها تتمتع بقيادة لا تعرف للظلم أساسا ولا تنتهك كرامة الإنسان بل تعزز حقوقه وتعظم مكتسباته وما استجابة الملك يوم أمس إلا رسالة نفهمها بكلمة واحدة فقط مؤداها قوله للاردنيين إنني واحد منكم لا يفصل بيني وبينكم حاجز واننا شركاء في البناء من أجل الوطن.
اقرأوا تاريخ الأردن أيها الناس وقلبوا صفحات كتبه المجيدة تعرفون مثل هذه الحقائق وكم كان العفو قرارا فيصلا أعاد المضللين إلى طريق الحق والرشاد وكيف جعل النظام الهاشمي منهم بناة فاعلون في وطنهم لا بل أسند اليهم مواقع مهمة اثبتوا فيها جدارتهم ومقدرتهم على العطاء المخلص.
حكمة الملك عبدالله الثاني وانسانيته واخلاقه التي استقاها في مدرسة والده كانت هي الملاذ الأول والأخير في وضع حد قاطع لفتنة أراد دعاتها النيل من وطن هم يعرفون أنه عصي على المؤامرات وانه محروس بعين الله ورعايته.. فهل وصلت الرسالة.
(الرأي)