facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حوار وطني .. ام فوضى وطنية؟


د.احمد القطامين
15-05-2010 02:03 PM

اثار بيان اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين حراكا سياسيا واسع النطاق، واحدث اصطففات سياسية وفكرية غير مسبوقة في المشهد السياسي الاردني المحلي. فللمرة الاولى يتحاور الاردنيون من خلفيات سياسية وفكرية متعددة حوارا عاصفا يدفعهم الى التخندق في اصطففات متباينة تسير عبر ذبذبات متسارعة لم تشهدها الساحة الاردنية من قبل.

لقد استقطب البيان مواقف شعبية ونخبوية واسعة داعمة له، في نفس الوقت استدعى مواقف نخبوية مضادة له بنفس سرعة استقطابه للداعمين.. وسرعان ما تشكل طرفان اخذا تنظيريا وعمليا في التراشق فيما بينهما تراشقات تطورت احيانا الى تبادل غير ودي وعاصف للافكار والمواقف.

فما ان اعلن العسكريون عن بيانهم حتى شرعت التعليقات النخبوية والصحفية والاعلامية تظهر، بعضها مؤيدة بقوة وبعضها معارضة ومنتقدة بشدة واخذت المقالات تظهر في الصحافة الخارجية او في وسائل الاعلام الالكترونية المحلية لكتاب او سياسيين اردنيين يحددون عبرها مواقفهم من البيان.

ملاحظة: تجنبت صحافتنا الرسمية نقل او التعليق على الاحداث وكأن التطورات هذه تحدث على المريخ.

ولعل من ابرز ردود الفعل العملية على البيان ما قام به رئيس الوزراء الاسبق السيد احمد عبيدات الذي اصدر بيانا شخصيا نشر في موقع الجزيرة نت بدى كما لو انه رد مباشر على البيان، لكنه في الحقيقة لم يقل شيئا يتناقض مع ما جاء في البيان باستثناء الدعوة الصريحة لوضع الميثاق الوطني الذي اعد قبل عشرين عاما موضع التطبيق العملي.

فبينما اشتد اوار التجاذبات الاعلامية حول البيان بين معسكرين من الكتاب والاعلاميين الاردنيين .. اخذت الاصطففات تتعمق واخذ بعض الكتاب والاعلامين يتنقلون من معسكر الى آخر في مشهد تراجيدي لم يكن متصورا في السابق، ادى ذلك الى انتقال كتاب يتمتعون بشعبية كبيرة الى مواقع جديدة في الضد تماما من مواقفهم السابقة التي زودتهم بالشعبية، ولعل ذلك تعبير عن اكثر الابعاد اثارة وغرابة في هذا السياق..

بينما كان ذلك يحدث، جاء بيان السيد عبيدات الثاني الذي ظهر "هذه المرة" ممهورا بتواقيع اكثر من ثلاثمائة شخص من مختلف المواقع الفكرية والسياسية واحيانا لاشخاص لم يسمع بهم من قبل او غير موجودين على الاطلاق. وقد كان البيان مفاجأة حيث لم يقل شيئا محددا عن اي شيئ.. وازداد الموقف غموضا وتوسعت دائرة الاصطففات فبدلا من طرفين يتصارعان اصبحت هنالك اطراف عديدة تتراشق الحوار غير الودي فيما بينها.. وعندما يصبح الحوار غير وديا.. يصبح حوارا غير وطني.. وربما فوضى وطنية.

اذا اردنا للحوار ان يكون وطنيا.. نبدأ بمناقشة بيان المتقاعدين العسكريين اولا، نحلله ونحدد عناصر القوة الوطنية وعناصر الضعف فيه عبر حوار هادئ منهجي.. ثم يتم اقتراح التعديلات المطلوبة عليه او تقديم تصورات جديدة مختلفة تحظى باجماع وطني وتخدم المصلحة الوطنية بشكل افضل.. عندها فقط تحدد المواقف بشكل واضح وهذا هو المطلوب بالضبط عندما تمر الشعوب عبر منعطفات حادة ومصيرية في حياة اوطانها، وهنا تقدم الخدمة المطلوبة للمصلحة الوطنية..

اليست المصلحة الوطنية العليا هي الهدف النهائي..؟ ام ماذا ..؟
qatamin8@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :