فلسطينُ ما أُغْتًصًبَتْ .. !!
كامل النصيرات
15-05-2010 04:48 AM
الآن نُصْ إيار.. إذن.. الآن اغتصابُ فلسطين..،، فمنذُ صحوتُ (مع إني ما صحوتُ حقيقةً للآن): وهم يحدثوننا عن الاغتصاب.. مع أن الحديث عن الجنس من الممنوعات الثلاثة في الوطن العربي العاري..،، وأنا كل عام.. مثلي مثل بقيّة أيتام الصحن الفارغ: أصدًّقهم.. بل.. مضطرّ لأن أُصدًّقهم..،، إلاّ هذا العام.. الوضع اختلف.. فما عدتُ أصدًّق حكاية الاغتصاب والتشليح.. فوطني الممتدّ من المُخدرات الاجتماعية إلى الإيدز السياسي أكبر من حكاية (شارع شلّحْ)..،،
نعم.. ليست حكاية اغتصاب.. فلو كان اغتصاباً.. ما سكتَ العرب.. لأنهم للآن ما يسكتون عن مسّ الشرف: ولو على طَرَف..،، ودليلي: الأعداد المتزايدة من قتيلات الشرف العربي كل يوم..،،
ولو كانت حكاية فلسطين حكاية اغتصاب لوجدنا آثار ملابسها الممزقة.. ووجدنا كندرتها (فَرْدَة هون.. وفَرْدَة هُناك)..،، لكننا ما وجدنا لا ملابس ولا كنادر ولا حتى وجدنا فلسطين،، لو كان الأمر اغتصاباً.. فليحدثنا الذي رأى أو سمع.. كيف كانت فلسطين الحبيبة وهي تغتصب..؟؟ هل كانت نائمة تحلم بالثوّار..؟؟ أم.. كانت في الحمّام تتجهز لعريس الزين الذي عاد جُثّة على جواده الذي فُقًئتْ عيناه..؟؟ أجيبوني.. بالله أجيبوني.. يا أبطال الوصف والقصّ.. هل كانت فلسطين عارية وقت الاغتصاب..؟؟ أو ماذا كانت تلبس..؟؟ هل كانت تصرخ.. وما نوع الصراخ..؟؟،،
ما أكذبكم.. كلكم.. ما أكذبكم..،، فلسطين ما اغتُصًبَتْ.. ولا سُلبت.. ولكنها ذهبت تغسل شعرها في البحر المتوسط.. وهي مُنْشَغًلَة بالغسيل.. سَقَطَتْ (بُكْلتها).. وما زالت لليوم تغوص في أعماق البحر تبحثُ عنها،،
ما أكذبكم.. وما أكذبني معكم..،، فلسطين خُطًفَتْ والخاطف ما زال يعلن المسؤولية ويرفض أن يطلب الفدية..،، فلسطينُ فقدت ذاكرتها منذ الاختطاف لأنها ارتطمت بحجر القلب العربي.. فنامت غير مطمئنّة..،،
يا أبطال الاغتصاب.. كفاكم هذراً .دعوا عنكم سحب الأفلام.. ولفّوا وارجعوا.. لا نريدُ منكم فلسطين.. فاليوم هو نُصْ إيار.. ولا عجب في إيار ينتهي باغتصاب..،،،
abo_watan@yahoo.com
عن الدستور.