لم يعد خافيا على احد ان الأردن يعاني من شح مياه الشرب والري لضعف مصادر المياه الصالحه لهذين الغرضين ويعاني المواطنون من نقص ضخ المياه لمنازلهم مما يضطرهم لشراء المياه بأسعار مضاعفه وهو امر فوق طاقتهم وليس بمقدورهم تحمل هذه الاعباء مع تكالب جميع الظروف المعيشية المحدقة بهم وخاصة بعد تفشي وباء كورونا وتداعياته.
ينذرنا الصيف القادم بأزمة مياه أدى إلى تفاقمها ضعف الموسم المطري لهذا العام وتناقص مخزون السدود وعدم وجود أي مصادر جديدة وتشير الدراسات المناخيه الي ان الأردن في المستقبل سيتعرض إلى سنوات عجاف في شح الأمطار والجفاف وهذا جدير بأن يجعل الحكومة تفكر بشكل جدي بحجم كارثة شح المياه إذ انه من البديهي ان يزداد الاستهلاك السنوي من الماء مع زيادة عدد السكان والهجرات غير المتوقعة وارتفاع درجات الحراره.
ان وزارة المياه والري تلجأ الي أسهل الحلول وهي تنزيل حصة استهلاك الفرد ودعوته الي ترشيد استهلاك المياه ونحن نؤمن بعدم الإسراف في استهلاك المياه ولكن هناك حدا أدنى لحاجتنا للمياه لا غنى عنها وان الماء من ضروريات الحياة وبدهياتها وان ابسط خدمة تقدمها الحكومات لشعوبها هو تأمينه بالمياه.
المشكلة قديمة ومعروفه ولكن ماذا فعلنا تجاهها من خطط ولماذا تداهمنا المعضلات ثم نفكر فيها. إن هذا الأمر جلل ولا يحتمل التأجيل والتأخير ولا بد من إيجاد مصادر للمياه مثل تحلية مياه البحر أو اللجوء إلى العراق او سوريا لاستقطاب المياه.