طلال أبوغزالة يقول: ثمة فارق كبير بين الطموح والجنون
د. مشيرة عنيزات
21-04-2021 03:26 AM
عندما يتقدم بنا العمر ندرك أن هناك الكثير من اللحظات العالقة في أذهان كل منا، تختلط فيها مشاعر الضعف والقوة، النجاح والفشل، الفرح والألم ولكل منها قصة قد تبكينا وقد تضحكنا، وبالرغم من قسوتها وجمالها إلّا أنها تناقضات جميلة تسير في خطين متوازيين وتبقى مجرد ذكريات إذا تصالحنا معها، وكلها أساسية لتثري تجاربنا الكاملة، ولكن وأجمل هذه اللحظات هي النجاحات المختلطة بتفاصيلها، فالنجاح هو اختلاط الطموح مع الجنون والشغف مع الأمل، عندما نتيقّن أن هناك مراحل جميلة تنتظرنا وتقودنا إلى السعادة.
إن السعادة لا تعتمد على الظروف فهي تنبع من حبنا لأنفسنا، وليس كما نريدها أن تكون، وأهم ما فيها أن تبقى قلوبنا نقية وصافية، بعيدة كل البعد عن الغدر والشك ولا تعرف الانتقام حتى تلقى الإحترام، ولا تبقى في قلق دائم.
يقول الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر "وما القلق إلّا حالة الخوف المطلق أمام العراء المطلق". فنحن من نخلق القلق حولنا، عندما نضع أنفسنا في دائرته فنصبح كمن أضرم النار في نفسه، لديه رغبةً شرهه لا تهدأ بأن يصبح أقوى من الآخرين، وأهم منهم، وهو قلق السعي إلى الوصول إلى مكانة مرموقة ومرتفعة، بدل التفكير من إحاطة نفسه بالناجحين لينجح وبدلًا من أن يطوّر نفسه ويرتقي بها، فتقوده مطامعه إلى الهلاك، فيسقط بدلًا من أن يرتفع.
يقول طلال أبوغزاله: "دعوني أذكركم بأبرز مقومات النجاح، أولًا: أن تكون لك رسالة. فإذا كنت تعمل وأنت تشعر بأنك تعمل لتقبض الراتب فقط.. فلن تنجح، بل يجب أن تكون لك رسالة في هذه الحياة، رسالة تريد أن تؤدّيها من خلال وظيفتك، وأنا رسالتي معروفة لمن يعرفني. ثانيًا: يجب أن يكون لديك طموح واقعي، فثمة فارق كبير بين الطموح والجنون.
ثالثًا: يجب أن يكون لديك فريق عمل ناجح. فمعايير النجاح لدى طلال أبوغزاله واضحة لا لبس فيها وأهما وأولها أن يكون لك رسالة في هذه الحياة، تكون خارطة طريق لأحلامك وطموحاتك.
إن حياتك إذا خلت من الخيال والجنون والطموح، فتكون فقط عبارة عن روتين ممل، ومجرد ذريعة للهروب من الواقع، وأعذار لا فائدة منها.
إن الرضا يؤدي إلى النجاح، ويتجلى الرضا بالوقار والهيبة عندما يترافق بالنجاح، فتعيش حياة ملونة وزاهية مكللة بالأمل والعمل، فتحدث تغييرًا في نفسك ومحيطك. اعتزل كل ما يؤذيك ولا تقض أحلامك بعالم من الأوهام والأرقام فتعش بقيّة حياتك بائس.