يجمع شهر الخير هذا العام في الأردن الأخوة والمواطنين من المسلمين والمسيحيين في الصوم استعدادا لعيد الفطر وعيد الفصح المجيد في ظل جائحة كورونا والتي منعت ظروف التجمع تنفيذا لتعليمات الحظر.
نصوم جميعا لنصنع الفرق والاجتهاد في القول والفعل في ترجمة فلسفة الصوم لنشر ثقافة الخير والتدرب على ضبط النفس والترفع عن الشهوات والانتباه لمعنى مخافة الله في السر والعلن.
المفيد في صناعة الفرق هو الإيمان الخالص لوجه الله والتغلب على النفس وتطويعها وتهذيبها عبر موعد الصوم والإفطار كل عام وتعديل نمط الحياة وشكل عمل الخير ليشمل المحتاجين بحق ومن منا غير محتاج للخير؟
دينار قد يصنع الفرق في حملة التبرعات، ومودة قد تذيب حاجز وغلظة القسوة، وابتسامة قد تخفف من وطأة المعاناة، ويد قد تدعم الجهود لنقل وتأمين طرود الخير إلى مستحقيها.
أفكار جديدة قد تصنع الفرق، وكم أعجبت بكوبون الشراء بدل النقد، حيث يمكن الاستفادة من البطاقة الشرائية بثقة وممارسة للتسوق بشكل طبيعي وبحرية الاختيار على الرغم من تواضع قيمة المبلغ ولكن ذلك يشكل فرقا في أسلوب عمل الخير فيما يبدو من ابتكار واجتهاد.
نحتاج لصناعة الفرق ونحن نواجه الحاجة لبدائل عن موائد الرحمن والخيم الرمضانية في شهر رمضان نتيجة ظروف الجائحة والتفكير جديا في نمط جديد من شكل الخير في رمضان وبعده وعلى وجه الخصوص الدعوات (العزايم) والوجبات الجاهزة وخدمات التوصيل.
طبق الخير بحاجة لان يصنع الفرق في النفوس بعيدا عن ترف برامج الطبخ في الشهر الفضيل وقريبا من تقدير نعمة الصحة والقدرة على تناول الوجبة دون قيود ومشاكل ودون تبذير ومبالغة.
دعاء قد يصنع الفرق وتكون الإجابة لرفع الوباء والبلاء، وصلاة خاشعة قد تعني الصفاء والخلوة مع النفس في ثنايا الليل والابتهال والإصرار والالحاح في الطلب والسؤال من الكريم في شهر الرحمة.
نجتمع على الرغبة الكامنة في النفس لصنع الفرق في طيات الطاعة على مدار العمر والرحلة في دار الدنيا والعبور إلى دار الحق عبر الاجتهاد والسعي لإحداث فرق جوهري في أسلوب تعاملنا مع القضايا كافة والتي تواجهنا بزخم وكثافة.
في طيات الشهر الفضيل فرص عديدة لصناعة الفرق في جوانب عديدة تشمل حسن الظن بالله وجوامع الاخلاق الحميدة تجاه النفس والناس أجمعين والتعلم من رحلة الحياة المفيدة للطاعة والإيمان والقناعة.
حرف قد يصنع الفرق في عبارة وفاء وكلمة تقدير وجملة عطف وجبر خاطر لصائم وعابد يرنو ويشدو ويعمل ويجتهد من أجل وفي سبيل ذلك كله بمهارة ومحبة واطمئنان.
عمل بسيط قد يصنع الفرق في حياتنا ويستحق المحاولة في ضيافة الصوم ذلك الدرس الأخلاقي الجميل، عمل بسيط يصنع حتما الفرق.
(الرأي)