عن الوصول لصيف آمن وفرص نجاحه
د. زيد نوايسة
20-04-2021 10:26 AM
المؤشرات الوبائية مريحة نسبياً لكنها لا تبرر الخضوع لحملات الضغط التي تنشط على مواقع التواصل بتخفيف الاجراءات؛ صحيح أن الناس في ضيق وقد اعتادوا على حياة مختلفة في شهر رمضان ولكننا في وضع صعب؛ الأيام الثلاثة الأخيرة بقيت فيها نسبة إيجابية الفحوص حوالي 14 %، تراجع الحالات نتيجة لتراجع الفحوص لما يقارب 25 % عما كان يجري سابقاً وليس دليل انحسار الموجة.
الكارثة إذا ما عاد المنحنى للارتفاع -لا سمح الله-، ستكون الكلفة كبيرة هذه المرة ولن يكون امام الحكومة الا خيار الاغلاق الشامل حتى لو سعت لتجنبه سابقاً، لذلك يبدو الالتزام واجباً مقدساً حتى لا ندفع جميعا الثمن كما يدفع غيرنا ولا بأس من التذكير بأننا تجاوزنا 8300 وفاة ونقترب من 700 ألف إصابة بينما لدينا 40 ألف حالة نشطة حتى لا نشعر بالاسترخاء.
لست متأكداً إذا كانت الخطة الحكومية لفتح القطاعات في بداية حزيران وصولاً لصيف آمن لها فرص نجاح كبيرة في ظل الاقبال المتواضع على اللقاحات رغم ارتفاع وتيرته نسبياً قياساً على البدايات؛ ولكننا لم نعبر عتبة سبعمائة ألف للجرعتين وهناك تراجع واضح في رمضان للحد الذي غابت اعداد المتلقين له عن الايجاز اليومي لمركز الازمات فكيف يمكن الوصول لثلاثة ملايين متلق للقاح بنهاية حزيران إذا بقيت الأمور على هذا المنوال؟ هذا رقم نتمنى الوصول له ولكننا نحتاج عمل كبير لإنجازه.
مرة أخرى نحتاج مقاربة مختلفة لحث الناس على التطعيم؛ لقد استهلكنا شهرين ونصف الشهر منذ بدء الحملة الوطنية للتطعيم وما تزال الأرقام متواضعة لم نصل فيها لنسبة 10 % من المواطنين والمقيمين بينما نحتاج لما يقارب 60 % الى 70 % حتى نشعر بأننا في وضع مريح.
فكرة الاجبار على اخذ اللقاح غير واردة ولكن هناك آليات يمكن أن تلجأ إليها الحكومة من خلال اشتراط الحصول على الجرعتين لفتح القطاعات المغلقة كصالات الافراح أو مراكز اللياقة والقطاع السياحي واستثناء من يملك شهادة تطعيم من الحظر بكافة اشكاله ويمكن اشتراط ذلك فيما يتعلق بالسفر للخارج أو العودة للأردن أو مراجعة دوائر الخدمات العامة الحكومية المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية والتعاون مع القطاع الخاص من ناحية حث العاملين للحصول على اللقاح وإلزام العمالة الوافدة باشتراط تجديد تصاريح العمل بالحصول على اللقاح فلدينا ما يزيد على مليون عامل لا احد يسألهم.
من يتابع عمليات إعطاء اللقاح عالمياً وفي دول الإقليم يجد أن الفرق تعمل على مدار الأسبوع وتقريباً على مدار الساعة في سباق مع الزمن للوصول للمناعة عن طريق اللقاحات بينما تعمل وزارة الصحة هنا على مدار خمسة أيام وبمعدل خمس ساعات يومية وهذا يعني أننا نحتاج لسنوات حتى نتمكن من تحقيق النسبة المتوخاة، من زيادة عدد الساعات وفتح المراكز يوم السبت والقيام بحملات مركزة على قطاعات معينة كالقطاع الطبي والتعليمي والسياحي.
هناك دول بدأت تخرج من الموجة الثالثة وشارفت على تحقيق نسب تطعيم مقبولة جداً؛ لن أتحدث عن دول كبرى بل عن دول في الاقليم تستعد للعودة للحياة شبه الطبيعية في هذا الصيف وعلى وشك فتح كل القطاعات وصولاً للتخفيف من ارتداء الكمامة في الأماكن العامة.
الوقت ضاغط على الجميع ويجب ألا نستسلم لأي تحسن قد يخدعنا؛ يفصلنا عن شهر حزيران أربعون يوماً؛ إذا تمكنا فعلا من إعطاء مليون الى مليون ونصف لقاح سنحدث فرقا حقيقيا سيلمسه الجميع وبخلاف ذلك سنظل نكرر أنفسنا ويبدو الحديث عن صيف آمن مجرد أمنيات.
الغد