السعودية .. العملاق الاقتصادي القادم
د. بسام الزعبي
19-04-2021 01:17 PM
وضعت المملكة العربية السعودية الشقيقة رؤية 2030 للنهوض بالبلاد في شتى نواحي الحياة، وذلك إنطلاقاً من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي قال (هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك)، ومن هنا أصبحت الرؤية السعودية خطة عمل وطنية للنهوض بالبلاد ويسعى الجميع لتحقيقها.
رؤية السعودية 2030 تقوم على 3 محاور رئيسية هي؛ مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح، وتستند إلى مواطن القوة التي تميز السعودية وهي:
- المملكة العربية السعودية هي بلد الحرمين الشريفين وقلب العالمين العربي والإسلامي.
- وفي الوقت ذاته، تسخر المملكة قوتها الاستثمارية الهائلة لبناء اقتصاد أكثر تنوع واستدامة.
- إلى جانب ذلك، تحظى المملكة بموقع استراتيجي مميز يساعدها في تعزيز مكانتها كمحرك رئيسي للتجارة الدولية ومحور يربط ثلاث قارات هي إفريقيا وآسيا وأوروبا.
ويؤكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أهمية الرؤية بالقول (في وطننا وفرة من بدائل الطاقة المتجددة، وفيها ثروات سخية من الذهب والفوسفات واليورانيوم وغيرها...، ونتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً قادرون على أن نصنعه بثرواتنا البشرية والطبيعية والمكتسبة.. وعلينا أن نتوجه للأمام دائماً).
ويشير إلى توجه السعودية إلى (مضاعفة قدراتها من خلال تحويل أرامكو من شركة لإنتاج النفط إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، وتحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى أكبر صندوق سيادي في العالم، وتحفيز كبرى الشركات السعودية لتكون عابرة للحدود ولاعباً أساساً في أسواق العالم).
وعلى الصعيد الاقتصادي، تضمنت الرؤية محاور عدة من شأنها وضع السعودية في مقدمة الدول الناشئة على أكثر من صعيد، حيث برنامج التوازن المالي، وبرنامج صندوق الاستثمارات العامة، وبرنامج التخصيص، وتطوير الصناعة، وريادة الشركات، إلى جانب برنامج خدمة ضيوف الرحمن وغيرها من البرامج.
يضاف إلى ذلك المشاريع الكبرى التي تقيمها السعودية مثل (مشروع نيوم، مشروع البحر الأحمر، مشروع القدية، مشروع آملا، ومشروع ذا لاين، ومشاريع تطوير المناطق السياحية مثل العلا وتطوير المتاحف) وغيرها من البرامج والمشاريع التي ستُشكل نقاط تحول كبرى في المسيرة الاقتصادية للسعودية، وتجعلها في مقدمة الدول مالياً وصناعياً وسياحياً.
السعودية البلد الذي حباه الله من الخيرات ما لا يعُد ولا يحصى؛ ستصبع عملاق اقتصادي عالمي خلال عقد من الزمن، وستنهض السعودية بدول المنطقة وتكون رأس الحربة للمنطقة والإقليم، وستزداد قوتها ويكُبر تأثيرها داخل مجموعة العشرين، وستُشكل الرقم الصعب في مقدمة الدول الناشئة في العالم، لتنافس دول يسكنها مئات الملايين من الناس بفضل رؤيتها الإستراتيجية 2030 التي تغطي كافة النواحي والقطاعات الحيوية في البلاد على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والقوى البشرية، وعلى الجميع توجيه بوصلته الاقتصادية نحو السعودية لحجز مكانه بالمستقبل.