ونحن في بداية العشر الأوائل من رمضان الخير؛ حيث نرجو الله مخلصين أن تكون أيام رمضان رحمة ومغفرة وعتق من النار؛ فإننا بأمس الحاجة لنغيّر بعض التصرفات عند البعض؛ حيث البعض -ربما بُحسن نيّة- يتفاخر بسفرته أو مائدته وتنوعها في رمضان بالتصوير ووضعها على وسائل التواصل الإجتماعي ليراها الناس قبل أن يراها أهل البيت وقبل الأذان، والبعض الآخر يتفاخر بصدقاته وإحسانه للأقل حظاً بإستعراض صوره بمنّة على المساكين؛ فهنالك إستعراضات معززة بصور عبر صفحات التواصل الإجتماعي ما يشكّل صدمة لبعض الناس لإنتقاصها من كراماتهم، وربما البعض لا ينتبهوا لكرامات الأقل حظاً من الناس:
1. إستعراض الصور من قبل بعض الناس المُحسنين إبّان إفطارات الأيتام أو الصدقات على الفقراء والمساكين توحي بالمنيّة على هؤلاء الغلابا؛ ومطلوب فوراً وقف هكذا تصرفات تهزّ كرامات الناس بالعمق.
2. حدّثني أحدهم عن واقعة حقيقية حدثت أن إحدى كاميرات التصوير المرافقة لحملة خير قد تعطّلت؛ مما حدا بالمُحسن أن يوقف برنامج الخير من الحسنات والصدقات ريثما يتم إصلاح الكاميرا أو تغييرها! أليس هذا التصرّف يوحي بالمنّ والشوفية والإستعراض غير المقبول!
3. التفاخر عادة غير محمودة لأنها تفتقد لروحية العطاء لا بل تعزّز الشوفية والرياء، وتُغذّي نظرات التحسُّر عند المحرومين وربما الحسد والحقد عند البعض.
4. التفاخر والتباهي والإسراف بالأمور المادية شيء منبوذ ويحرق أصحابه، وخصوصاً إن تم من خلال صور التواصل اﻹجتماعي لغايات اﻹستعراض.
5. التفاخر يُغذّي مجتمع الطبقية والكراهية، والأصل الزُهد حتى وإن إمتلكنا المال؛ وهنالك بالمقابل حالات زهد لأناس كثر تسجّل في موازين حسناتهم ربما نحتاج لنظهرها في قادم الأيام.
6. هنالك حق علينا معلوم للسائل والمحروم من بني البشر، والأولى أن نمتلك ذاكرة عدم نسيانهم على الأقل دون مِنّة.
7. الصدقات يجب أن تتنامى وتضطّرد في رمضان لغايات إخراج حقوق العطاء والسخاء الربّاني؛ لكن دون رياء.
8. المطلوب وقف فوري لكل مظاهر البذخ والإستعراضات والمِنّة في رمضان وغيره، فالناس سواسية والأصل صون النعمة من الزوال بالمحافظة عليها وعطاء المستحقين منها.
بصراحة: مجتمعاتنا بدأت تتجه صوب الإستعراض والتفاخر والتباهي في كل شيء في طعامنا وشرابنا ولباسنا وأفراحنا وأتراحنا ومناسباتنا وحسناتنا وأفعال الخير وكل شيء، وشجّع على ذلك وسائل التواصل الإجتماعي التي غذّت روحية التباهي بسرعة الإنتشار عند البعض؛ والمطلوب أن يتّقي الناس الله في المال الذي يمتلكونه ويشكروا الله عليه ويتصدّقوا دون مَنّ وألّا يستعرضوا على بعضهم البعض.
صباح المحبة والإحترام