الحقيقة التي لا يمكن لأحد انكارها أن بلدنا الأردن مستهدف من جهات وأفراد أكانوا ممن يسمون أنفسهم معارضة خارجية او من فئة مشتراه بثمن بخس لا هدف ولا شغل لديهم إلا إشهار كلمات مقالاتهم الفارغة للنيل من الأردن خاصة في هذا الوقت الذي يواجه فيه تحديات كبيرة مما حدا بمثل هؤلاء لركوب الموجة واستدرار التعاطف والتأييد الذي هو عنهم بعيدا باعتبار أن أبناء الوطن على بينة من أمرهم لا يسمحون لجهة أي كانت ان تضع أمامهم العصي في الدواليب بعدما بات واضحا أن هناك من يدفع للمستكتبين من الخارج لزعزعة امن واستقرار الأردن واثارة القلائل والفتن داخل الصف الواحد.
آخر هذه التقولات ما طالعتنا به مجلة إحدى المجالات الأجنبية لكاتب كان الأولى به أن يحافظ على مكانته كاستاذ للعلوم السياسية ويعرف كيف يضع النقاط فوق حروفها في مكانها الصحيح قبل أن تاخذه العزة في الاثم ويشطح في أفكار غير مترابطة وتفتقر لأدنى مستويات الجدية والواقعية والمهنية التي تقتضي العمل بموضوعية تستند إلى ادلة وبراهين كي يعطي لمقالته وزنا واهمية ويصنع لها متابعين وهو ما لم يمر على عاقل وراشد يحكم المنطق وينطلق من الواقع في الحكم على مجريات الأحداث وتطوراتها.
يحاول كاتب المقال تضليل الناس عبر قلب الحقائق رأسا على عقب خاصة فيما يدعيه بأن الملكية حافظت على الاستقرار عبر حماية العشائر، وهذا قمة الكذب والتجني على ملف كان أحد أهم ركائز النظام في الأردن حيث اجتمعت القيادة الهاشمية والعشائر الأردنية على قلب رجل واحد احتكمت فيما بينها إلى قاعدة ان الجميع شركاء في ورشة البناء والعمل، وكثيرة هي المشاهد والمناسبات التي عبر فيها جلالة الملك عبدالله الثاني عن اعتزازه بالعشائر الأردنية في مختلف مناطق المملكة وفي الذاكرة قوله مخاطبا مجموعة من رجالات العشائر انني انتمي إلى اكبر عشيرة في الأردن فكلكم اهلي واخواني وشعوري انني واحد منكم لا يعادله في نفسي أي شعور في الدنيا.
ويجانب كاتب المقالة الصواب بادعائه بتبدل الأحوال وسوء الإدارة في البلاد بعد العام ١٩٩٩ والحقيقة أن الأردن في العهد الرابع الذي افتتحه جلالة الملك بعد وفاة الملك الحسين بن طلال كان محل تقدير واعجاب قادة العالم ولم تبق وسيلة إعلام مكتوبة او مسموعة او مرئية إلا وضعت الأردن في صدارة اهتمامها وكان الأردن الذي فقد فارسه الحسين الملهم على كل لسان في هذا الكون من أقصاه إلى أقصاه وكانت وقفة الملك الشاب تؤكد أن الأردن الذي بناه الحسين سيستمر وبنفس الحس الصادق النقي بالانتماء والولاء فهذا الشعب وهذه القيادة والالتفاف والتوافق كفيل بالرد على أي شكوك
مقالة صفراء لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تبدل حقيقة جلية باتت محط أنظار العالم ومضمونها أن الاردنيين يحملون مع قائدهم شموع المستقبل ملتفين حول القائد رافعين الأيدي لله ان بجنب الوطن الفتن ما ظهر منها وما بطن مؤمنين بالرصيد الهائل والشخصية العالمية التي يتمتع بها جلالة الملك لدى دوائر صنع القرار في العالم.
المطلوب الآن أن نكون أكثر حذرا واكثر يقظة وحرصا على وطننا الذي لا ظل لنا إلا ظله ونقف مع قائدنا كما كنا مع والده لتبقى الدولة عصية على كل الفتن والمؤامرات والافتراءات التي لا تجد لها مكانا إلا في الدرك الأسفل في وسائل إعلام رخيصة.
(الرأي)