الضحية والجلاد في سلة واحدة!!
محمد كعوش
13-05-2010 06:13 AM
هناك قاعدة في الكتابة الصحافية تقول: "عمِّم تسلم", فلا تكتب ضد نظام بعينه وتستفزه فتدفعه الى الانتقام... لذلك عمِّم تسلم...
ويبدو ان الرئيس الامريكي يعمم عندما ينتقد الواقع على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. فبدل ان يسمي الاشياء باسمائها أو يرد مباشرة وبجرأة على الاجراءات الاسرائيلية الاستفزازية في مواصلة الاستيطان في القدس يكتفي اوباما بدعوة الطرفين الى »الامتناع عن أية اجراءات استفزازية« من شأنها تقويض الثقة بينهما أو تؤثر على سير المفاوضات غير المباشرة, التي يريدها اوباما ونتنياهو مباشرة في المستقبل القريب...
الامريكيون يضعون الضحية والجلاد في سلة واحدة فلا يوجد مسؤول امريكي يجرؤ على قول الحقيقة وكشف الاستفزاز الاسرائيلي أوشجب وادانة اجراءات نتنياهو واستمراره بدعم حركة الاستيطان في القدس والضفة, علما بان رئيس حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف قد اعلن عن التزام حكومته بمواصلة البناء وتطوير "القدس الموحدة" اضافة الى ان رئيس بلدية القدس اليهودي نير بركات قد اعلن عن استمرار الاستيطان في القدس لضمان اغلبية يهودية.
لا اعتقد ان لدى قيادة السلطة الفلسطينية ما تقوله بهذا الصدد, أو الرد على هذه الهجمة سوى الرضوخ للضغط الامريكي والتقدم نحو مفاوضات مباشرة نعرف متى وكيف تبدأ ولا نعرف متى وكيف تنتهي...
لقد كانت قيادة السلطة صريحة وواضحة حيث أعلنت عن عدم وجود خيارات اخرى لديها سوى التفاوض ثم التفاوض, فأنا لا ألومها لأنها عاجزة ولا حول لها ولا قوة, وهي متمسكة بخطها السياسي رغم عبثية المفاوضات والتلاعب الاسرائيلي الذي انهك السلطة الفلسطينية...
ولكن بالمقابل ليس هناك أي دعم عملي أوتحرك عربي جدي لتقديم العون للسلطة, ولا حتى الدعم لتثبيت الشعب الفلسطيني في دياره وفوق أرضه. فالاكتفاء بمباركة المفاوضات المباشرة لا يكفي, واصدار البيانات العربية ضد تهويد القدس لا ينقذها من التهويد ولا يحافظ على هويتها العربية الاسلامية, فالمطلوب دور عربي سياسي واقتصادي حقيقي,يدعمه حراك شعبي دائم ومتواصل لمواجهة التهويد وافشال المشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي في فلسطين القابل للتمدد في مراحل اخرى عندما تلوح الفرصة التاريخية المناسبة.
Kawash.m@gmail.com
العرب اليوم