الشكر الجزيل والموصول لكل من ساهم بالتعلبق وتحديدا لمن مارس {الإتهام} قبل التفهم فيما يخص نقاشنا حول حديث خالد مشعل لناهض حتر:
ليسمح لي قراء "عمون" الكرام ببعض التوضيحات والوقائع والمعلومات والأسئلة :
الأخ ناهض حتر: نعم كنت منفعلا فأنا بصدد رأي وموقف واضح بعيدا عن {تطعيج} اللغة على حد تعبير أحد الزملاء.
ونعم شعرت بالقرف لإن مقالكم بالإطار كان محصلة للحظة تلاقي غريبة وغير مفهومة بالنسبة لي توقيتا ومضمونا وفي دمشق حصريا فهل المطلوب مني 1- الإيمان بان اللقاء مع مشعل كان بمحض الصدفة او بناء على طلبه ,2- عزل المكان والزمان والأشخاص عن قراءة الموضوع,3- التعامل مع نتيجة اللقاء كحقيقة منزهةعن الغرض والهوى السياسي 4- تصديق قصة أنكما- انت وخالد- قررتما حماية الوطنين والهويتين الأن فجأة.
.. أرجو وضع دائرة على الجواب الصحيح أما {الترقيم} فمقصود بإعتباره {لعبة لغوية} تثبت عمق عباراتي وتحليلي.
أما الحديث عن الأصول المهنية فقد يكون قلمكم الذكي والرشيق في غنى عنه لإن أصول المهنية شيء ومحاولة التذاكي وخداع القاريء{والشقلبة} شيء أخر تماما, وما هو العيب المهني في أن أقول رأيي بصراحة ومباشرة ووضوح وبدون إغراق القاريء في المحسنات اللغويةالتي أجيدها في الواقع وأمارسها عند كتابة قصة صحفية وليس رأيا مباشرا فعلماء الإتصال يقولون بان الأراء تعبر عن الإنفعالات.
- قلت لنا يا ناهض أن خالد مشعل وجه لك الدعوة للقاء ومعلوماتي تقول { الموقف هنا يتطلب ترقيما}-1-انك أخبرت أحد الوزراء في الحكومة برواية مختلفة عن تفاصيل اللقاء,و-2- مشعل نفسه أبلغ {المشايخ}في عمان بانك طلبت اللقاء وليس العكس, .. هناك ثلاث روايات صدرت منك وعنك بخصوص {كيفية اللقاء} ..فإذا كان اللقاء برمته قد بني على معلومة دعني أقول تأدباانها {غير ثابتةأو مضللة } فهل تريدنا ان نصدق فعلا ان مشعل طلب منك بناء إستراتيجية وطنية لإنقاذ الهوية الوطنية والمشروع الوطني غربي وشرقي النهر؟.. وأنت يا زميل كمفكر إستراتيجي تمثل من بصورة محددة حتى يحاول مشعل العودة لعمان عبر {شباكك} تحديدا؟ .. قبل أسابيع قليلة كان موفدي مشعل في مقراتنا الرسمية يتفاوضون ويسمعون لوجهات نظر الدولة.. ومشعل نقل عشرات الرسائل لعمان {الدولة} عبر عشرات الشخصيات التي إلتقته وبعضها أوفد للقائه وبين يدي مشعل عشرات الوسطاء من قادة الأخوان الثقات الذين يمكن ان يتحدث معهم عن {تلاقي إستراتيجي} .. فلماذا يختارك انت حصريا لمثل هذه اللحطة وعشية إختطاف غزة على النحو الذي سار؟ هناك حكومة وأجهزة امنية ونخب على إتصال دائم بجماعة مشعل وهناك نواب ونقابات لماذا ناهض حتر الفرد؟
..الجواب واحد من إثنين الأول ان قصة اللقاء ببعده الإستراتيجي برمتها مختلقة ولا تتعدى محاولة سريعة من {صحفي} شاطر لإختطاف تصريحات عن مشعل , والثاني انك لست {فردا} في النهاية كما تقول لنا دائما وتمثل شيئا أخر لا تدركه حواسنا- وقد تكون- فأي الجوابين تختار؟.
اما روايتي لما حصل فلا تبتعد عن انك كنت في زيارة {سياحية} لدمشق مع بعض الأصدقاء وإتصلت باخونا مشعل وطلبت اللقاء وبين عينيك هدف واحد فقط وهو جر مشعل لتوجيه {شتائمك } وإتهاماتك المعلبة إياها لمجموعة محددة في عمان تدعي أنهم دعاة{الحقوق المنقوصة} وتربطهم تاريخيا بالمشروع الصهيوني , وفي الأثناء وللتورية قررت {تكبير حجرك} كما نفعل نحن الصحفيين عندما نمارس الأغواء وتتعظم فينا {الأنا} وتحدثت عن تحالف إستراتيجي بين {وطينيتين} وهذا حقك فنحن الصحفيين نفعل ذلك أحيانا مع فارق بسيط لا ننصب أنفسنا في الأثناء ناطقين بإسم الشعب الأردني وأحلامه .. وعليه هنيئا لك فقد تحقق الغرض التكتيكي لإن -1-الأخ مشعل بلع الطعم وشتم من يطالب بدولة متحضرة وديمقراطية تسودها العدالة الإجتماعية في الأردن ,وهنا أعترف بذكائك-2- يمكنك إستثمار اللقاء والنقاش والفيلم برمته خلال حملتك الإنتخابية المقبلة كمرشح يقول مسبقا ان {النيابة} لا تضيف له شيئا مما يطرح سؤالا: لماذا إذا تستفتينا كمواطنين وقراء بشأن ترشيحك؟ولماذا تضع إعلانا بهذا الشأن؟.
ثانيا- كما تقول عندما كنا اطفالا نلعب بالشوارع كنت تكتب وتفكر وتقود المظاهرات وترفض المناصب الوزارية وتترفع عن الأبواب المفقتوحة.. وعندما كبرنا وأصبحنا في موقع من يقرأ جيدا فهمنا انك حددت وفي إطار ما تسميه بسايكلوجيا التحريض الفردية هدفين دائمين لقصفهما{أمارس مجددا لعبة الترقيم} -1 – الأردنيون من أصل فلسطيني على أساس انك تحمي الحلم الوطني الأردني وحدك من دون خلق ألله,-2 – التيار الإسلامي وحصريا ما يسميه بسام حدادين بالزواج الكاثوليكي بين الأخوان المسلمين والنظام.. ولك في هاتين عشرات المقالات والصولات والجولات وهذا من حقك ولا ننازعه فيك لكن لدي كقاريء بسيط سؤال.. كيف أصبحت فجأة رجلا يستعد للتلاقي إستراتيجيا مع خالد مشعل { المواطن الأردني والزعيم الفلسطيني}؟ وكيف أصبح الإسلاميون فجأة ومنتجهم {حماس} نقطة جذب تريد ان تخوض معها معركة كبيرة من طراز الحفاظ على {الهويتين}؟ .. وألم يكن الأسهل والأسرع التلاقي مع عبد اللطيف عربيات مثلا لتحقيق نفس الغاية ما دامت النوايا وطنية وسليمة وهدفها النهائي التصدي لإسرائيل؟.
ثالثا- لم نعرف لك موقفا عندما أبعدت حكومة الروابدة قادة حماس وحرمتك كوطني فخور بنفسك من إطار إستراتيجي بينما ذهبت انا وصحيفتي إلى المحكمة لإننا كنا ضد إبعاد قادة حماس وضد {إبقاء} إبراهيم غوشة في المطار ثم ترحيله وطالبنا بمحاكمة مشعل {إن أخطأ} كمواطن أردني وإسئل دولة الأخ الروابده عن الثمن الذي دفعناه كصحيفة وأفراد عندما كنا وحدنا في الساحة ضد ما حصل ليس لإننا دعاة {حقوق منقوصة} ولكن لإننا ضد إسرائيل.
رابعا- وإسمح لي بقليل من التقليد {المقصود} هنا.. هل تريد أخذ حقوقي الأساسية وليس {الإضافية} مني.. خذها – إن إستطعت- فمشكلتي ليست معك بل مع المشروع الإسرائيلي الصهيوني اليهودي العميق الذي قرر بعد قضم الأرض وإحتلالها وتشريد الناس {تعذيب الفلسطيني} أينما كان على وجه الأرض على إعتبار أنه- أي الفلسطيني- قبل غيره النقيض الموضوعي في إطار صراع الوجود.
وخلافي معك انك تتبنى دعوة تساهم بالنتيجية في هذا {التعذيب} تحت عنوان الحفاظ على الهويتين مرة أخرى.
وهنا لا أشك بنواياك لكن النتيجة قد تكون واحدة.. ولا أعرف كصحفي متابع وجالس بمعيتك على طاولات أخر خمس رؤساء وزارات على الأقل ماهية الأبواب التي أغلقت عليك وفتحت لي فما أذكره انك بجانبي في كل المرات التي قررت فيها الحكومات {الإستماع } فيها لنكهات من خارج الصف الرسمي,.
جلست بجانبك على طاولات بعض المسئولين .. شربت بمعيتك في مزرعة الفاضل محمد عفاش العدوان عندما كان الرجل الثاني في حكومة علي أبو الراغب.. شاهدتك بعيني وعدة مرات في أروقة الرئاسة او خارجا اوداخلا لها.. سمعتك تقهقه مع رئيسين فاضلين للوزراء بينما كنت في قاعة إنتظار مجاورة.. شبحك كان دوما يزور مقرات الحكومة.
وما أعرفه ان طلباتك لم تكن ترد عند ثلاثة رؤساء على الأقل منذ عام 99وانك جالستهم في مكاتبهم بالرئاسة وفي بيوتهم {رأس برأس} فقط لساعات, وما أنا متأكد منه دون أن أعرفه ان احدا لم يجازف مرة بعرض أي {وظيفة} عليك حتى ترفضها.
وما أعرفه انك لم تذهب للمحكمة {كصحفي} أصلا ولا مرة واحدة وعندما ذهبت لأسباب لا علاقة بالكتابة وأننا كتبنا مقالات وإفتتاحيات {انا وزملائي في القدس العربي} عندما تعرضت لإعتداء غاشم من مجهولين قلت انهم ميليشات لأحد رؤساء الحكومات في بلد لم تعرف الميليشيات منذ عقود.
أما أنا فجلست على أبواب القضاة عشرات المرات وفي فترة قصيرة جدا لا تعني شيئا قياسا بتاريخك المهني لإنك تكتب وتثقف وتقود الرأي العام قبل ولادتي كما قلت وإسمي كصحفي ورد في عشرات البيانات التي تنتقد الحكومة لإنها تستهدف الصحفيين خلافا للتهديدات والإستدعاءات من الكبار والصغار في مؤسسة الحكومة.
وما يعرفه الجميع أن لك أتباعا وتلاميذ ومريدين في مواقع وظيفية مهمة في المؤسسات الرسمية اماأنا فلم يتتلمذ علي يدي أي زميل لإني لست أستاذا أصلا ولم تعرض علي أي وظائف حتى أرفضها وباب الوظيفة أغلق في وجهي قبل تخرجي من الجامعة دون أن أعرف لماذا حتى الأن .. فوق ذلك .. لا يوجد ورائي تيار.. ورجال الدولة غير معجبون بي.. لست مفكرا.. ولا إنتمي لحزب .. وعشيرتي تكاد لا تذكر وعائلتي متواضعة وكل ما أقوله عن نفسي اني مجرد صحفي احاول ان اكون مستقلا .. ولا يوجد خلفي بنك ولا صحيفة يومية {مدعومة} وحملة مباخر ..لا أدعي ولن أدعي يوما أني أمثل إلا نفسي فأرجو ان ترتد البوصلة إليك لكي تعرف ونعرف لمن فتحت الأبواب المغلقة وفي وجه من أغلقت؟. وأرجوك ان تحدد للقاريء وليس لي ما هي الأبواب التي فتحت لبسام بدارين وأغلقت على{ المفكر} ناهض حتر.
#خامسا- من حقك إقامة منظور إستراتيجي مع الشيطان إن شئت او مع أي كمبرادور{.. بقصد التسلية فقط} لكن ليس من حقك خداعنا خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمعلومات والخلفيات والشقلبات.. وليس من حقك{مساندة} مشروع مستوطن في العقلية الصهيونية قوامه تعذيب الفلسطينيين أينما كانوا _ وإن كان بحسن نية- ثم تأتي لنا لتقول انك صغت بإسم الشعب الأردني مع خالد مشعل ممثل الشعب الفلسطيني أينما كان منظورا إستراتيجيا هدفه النهائي التصدي لإسرائيل.. هذاالطرح يستخف بعقولنا..
سادسا- تقول هوى خالد مشعل {أردني} .. لماذا لم يكتشف ذلك إلا أنت الأن؟.. حتى خالد لا ينفي هواه{الإيراني} إطلاقا بدليل إعتباره طهران علنا حليفا قويا للشعب الفلسطيني وعشرات المرات, وحتى خالد لم يستطع {الدفاع} عن حماقات رفاقه في غزة فتحدث عن {مندسين} إستغلوا الموقف وذكرنا بالمندسين الذين كان يتحدث عنهم معالي عبدلله النسور –أطال ألله في عمره-.
.. قبل الختام وبعيدا عن زميلنا الرشيق ناهض حتر الذي نتفق معه بمفصل مهم عموما هو مقاومة المشروع الأمريكي في المنطقة وضرورة هذه المقاومة لابد من كلمة سريعة لصديق وشخص يهمني أمره..
أخي وأستاذي باسم سكجها.. قررت منذ سنوات طويلة ان لا يكتب قلمي إسمك إلا في مساحتين ..1- على ورقة الإقتراع في نقابة الصحفيين ,2- لإعادة نشر مقالاتك وإبداعاتك .. لذلك أقول بخشوع التلميذ.. أصعب مهمة على التلميذ هو التعليق على {أستاذه} لكن الأصعب والأكثر تعقيدا هو الرد على أستاذ قرر {السخرية} من تلميذه على صفحات الجرائد.. لك تحياتي دوما وأبدا وإعلم أن التلاميذ – احيانا- يكون لهم رأيهم فهذا حقهم وحق الأستاذ عليهم.
الأخ صاحب التعليق رقم 4 .. نعم بعض ميليشيات عباس ودحلان إرتكبت فضائع .. لا خلاف على ذلك فهؤلاء أمراء حرب وإستقرت بعض فئات حركة فتح وبعض قادتها في وجداننا كأمراء حرب لكن هؤلاء لا يطلقون لحاهم ولا يضيفون كلمة {إسلامية} بجانب إسمهم ولا يتحدثون بإسم ألله.. هذا هو حصريا الفرق بين أزعر وأزعر .. هذه هي بإختصار مشكلتي الحالية مع ما فعله نفر من حماس.