مع التطمينات التي وجهها معالي وزير التربية والتعليم الدكتور "محمد خير" ابو قديس والمتعلقة بشكل العام الدراسي المقبل ، ومع تمنياته أيضاً أن يكون التعليم في العام الدراسي القادم تعليماً وجاهيا ، ومع دراسة الرؤى والتطلعات والتصورات المستندة للواقع والمتضمنة الحلول الممكنة في مواجهة مجمل التحديات ، وقوفاً عند العديد من الدراسات التي طلب اعدادها من قبل فرق فنية متخصصة "معنية" في حال استمرت الجائحة ، إذ ستكون هناك "ترتيبات مختلفة" وكما اشار معاليه ، حيث أن هذه الترتيبات تعنى بفعالية منصات التعليم ، وما يضمن أن يستفيد الطالب بقدر أكبر من التفاعل مع المنصة بتعليم وجاهي أو مدمج .

جاء ذلك اثناء جولة الوزير الميدانية "الاطمئنانية" لمدارس محافظة المفرق والزرقاء في اليوم الثاني لامتحان التقويم الاول للفصل الدراسي الثاني ، اضافة الى افتتاحه مراكز الحاسوب في قضاء بلعما ، واطلاعه على جاهزية المدارس من حيث البنية التحتية والمختبرات ، والتواصل مع الطلبة الذين لم يتمكنوا من تقديم الاختبارات بسبب عدم توفر الأجهزة وضعف الإنترنت في بعض المناطق النائية ، ما يشير على اهتمام الوزير بضرورة متابعة ابنائنا الطلبة في مختلف مناطق المملكة والتأكد من ايصالهم حقهم في التعليم ، بما يحقق الأهداف المنشودة .

لقد كان معالي الوزير واضحاً وصريحاً فيما يتعلق بضرورة متابعة الطلبة من قبل المعنيين في الميدان من مدراء تربية ومدراء مدارس ومعلمين ، وقوفاً عند ابرز التحديات التي تعترض العملية التعليمية ، اضافة للتأكد من دخول الطلبة لمنصة التعليم الالكترونية "درسك" ضمن خطط "تواصلية" عملية فاعلة معدة للغاية ، ذلك لمتابعة تعلم ابنائنا الطلبة عن بعد ، مع ضرورة اجتيازهم الامتحانات الإلكترونية الاجبارية لجميع الطلبة ، لما لذلك من أهمية تتعلق باستخراج النتائج المدرسية والدراسات الاكتوارية التربوية المتعلقة بالقياسات التقييمية التي ستسند عليها الوزارة في خططها للمرحلة المقبلة .

ان ما تحاول وزارة التربية والتعليم تحقيقه من تطوير وتحديث لمنظومتها في التعليم عن بعد ، من خلال ما يحمله الوزير في جعبته من أجندات تطويرية في هذا السياق ، وضمن هذه الظروف الاستثنائية ، والتي تتمحور في الأساس حول دراسة وتقييم الظروف والمؤثرات التي اثرت على مناحي العمل المختلفة خاصة في الفترة السابقة بكل تفاصيلها وارهاصاتها ، من أجل التطلع إلى ما يلزم تحقيقه وفحص الاحتمالات بما يصل إلى تقدير سليم للمواقف ، في محاولات لانتهاج سياسة تربوية مستمده من قناعة تامة قائمة على التخطيط الاستراتيجي المتعلق بواقع التحول الرقمي املآ في تحديث منظومة "التعليم عن بعد" المعمول بها حالياً ، وبما ينسجم مع متطلبات المرحلة القادمة ، لتكون نابعة عن فهم عميق لمفردات الواقع ، والعمل على تجاوز المرحلة بالاستعانة بكافة الخبرات والكفاءات السابقة واللاحقة ، ما يحتاج الى تنفيذ خطة إلكترونية تفاعلية محكمة لتطبيق سياسات خاصة بعملية "التعلم عن بعد" ، خاصة فيما يتعلق بالجانب التفاعلي والتواصل مع الطلاب "تفاعلياً" عبر المنصة الإلكترونية "درسك "، والتي لم تأت الا بجهود استثنائية كانت قد حققت من خلالها الوزارة نجاحات احتاجت باستمرار الى عمليات تطوير وتحديث .

ان الجهود الحثيثة لوزارة التربية والتعليم ، ستتوج "باذن الله" قريباً بتطوير المنظومة التعليمية ، لتحقيق أفضل معايير الجودة في التعليم ، تحقيقاً لأجندة الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ورؤيتها فيما يخص ذلك ، ليأتي التحديث مواكباً للمستجدات التعليمية ، وطبقاً للظروف ، خاصة بعد عام من تحول التعليم الى منظومة "التعليم عن بعد" والتي تطلبت ايضاً السعي لإيجاد نظام تقييم معياري حديث ، يستند إلى أفضل الممارسات العالمية والمعايير في استخدام نتائج التقييم في المتابعة والتقويم وتحسين نوعية التعليم ، وان استمرت الجائحة فإن ذلك لن يثنينا عن السعي نحو مواكبة كل التطورات ، وصولاً لتوفير افضل المعايير والممارسات لتحقيق النتائج المرجوة ، اضافة لتوفير المعلومات لصناع القرار وللقيادات التعليمية اينما وجدت ، والمتعلقة بالمنظومة التعليمية الإلكترونية ، ذلك لاتخاذ القرارات الضرورية لتحسين النظام التعليمي الرقمي ، وتدعيمه بأساليب تقنية حديثة ، فضلا عن الحاجة الى تقنيات القياس التربوي الحديثة ، بما في ذلك استخدام البرامج التفاعلية التي تعمل بطريقة المواءمة والمحاكاة للتمكن من تقديم نماذج تسهم في تسهيل عملية التعليم والتعلم ، وتصل بالطالب نحو محطات تقيمية نهائية لكل سنة دراسية تمكنه من العبور إلى المرحلة الدراسية الاعلى ، ويمكن اعتمادها كنتائج سنوية رسمية .

ما سبق يقودنا الى ضرورة العمل على انتهاج طريقة جديدة ذات مضمون رقمي الكتروني ، تحتم اضافة الى تطوير المنظومة الرقمية في التعلم ، اطلاق منظومة اختبارات وطنية الكترونية يمكن اعتبارها قاعدة لمشروع وطني للاختبارات الإلكترونية يمكن بناؤها وفق معايير وطنية اعتماداً على مواصفات عالية ، لتكون قادرة على قياس قدرات الطلاب بشكل يمكنهم من استمرارية تعلمهم وفق المعايير المعتمدة ، وهذا يقودنا إلى ضرورة استحداث نظام الكتروني خاص بالاختبارات الإلكترونية يتم تطبيقه مبدئياً ، لمعرفة مواطن القوة والضعف وتحديد أوجه الدعم الفني ، ذلك ما يضمن طريقة فعالة لمراجعة مستويات التقدم في نظام الامتحانات والاختبارات عموما ومن خلال النتائج يمكن الحصول على مصدر معلومات موثوق بشأن مواطن القوة في النظام ، والجوانب التي تستوجب التحسين ، علاوة على تمكن القائمين من متابعة تطور الجانب الفني والأكاديمي باقتدار ومسؤولية .

بقي أن أقول ان التحديثات الالكترونية المأمولة يمكنها ان تسهم في تحقيق طفرة نوعية لإدخال اساليب وطرق "الاستخدام الأمثل" في نظامنا التعليمي الوجاهي ام المدمج او عن بعد ، اضافة الى استحداث نظام التقدير والتقييم بتقديم منصة تقييم وتصحيح امتحانية مبتكرة وضمن المنظومة ذاتها ، تعمل على قياس قدرات الطلاب بطريقة دقيقة ومتوازنة ، كما ويمكن ان تقديم شكلاً جديدًا للأسئلة المفتوحة التي تهدف إلى قياس قدرة الطالب على الفهم والتعلم قبل أن ينتقل إلى سنة دراسية أعلى أو تحديد مستقبله المهني .
بقي ان ندعو رب السماء بان يبارك العمل ولا ينقطع العطاء ..
وللحديث بقية
والله ولي التوفيق