أحداث عديدة عاشها الأردنيون خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهي أحداث لم نعهدها من قبل، وفي بعضها شكل لنا مفاجأة، غير أننا معتادون على المفاجآت دوما.
مختلف الأحداث الماضية أبرزت بأن الأردن يمتاز بالقوة والقدرة على تجاوز الأحداث والتحديات مهما كان نوعها، وهي فرصة لنكتشف المعدن الأصيل للمواطن الأردني.
ولكن ماذا بعد كل هذه الأحداث التي مررنا بها؟
كشفت الأحداث السابقة عن العديد من مواطن الخلل، سواء في بعض أجهزتنا الرسمية أو في السلطة التشريعية وكذلك الإعلام الرسمي الذي أصابنا بالدوار في الكثير من المواقف.
فمجلس النواب لم يكن على مستوى الحدث، وظهر ضعف واضح في التعامل مع مجريات الأحداث، حتى السلطة التنفيذية، اي الحكومة، فقد أثارت في داخلنا العديد من الشكوك حول أداء بعض الوزراء وضعف إيصال المعلومة بإقناع.
وفوق كل ذلك، الإعلام الرسمي الذي كاد يفتك بما تبقى من صبر لدينا، وهي مناسبة لإعادة النظر في كل منظومة الإعلام الرسمي الذي يجبرنا في كل مرة للهجرة نحو وسائل إعلامية أخرى أو حتى وسائل التواصل الإجتماعي رغم خطورة بعضها.
نحن نعيش في مرحلة تزداد حساسية يوما بعد آخر، وهي مرحلة تحتاج للتوقف طويلا حول تعاطي مؤسساتنا المختلفة مع الأحداث، وهذا يشير بوضوح إلى الخلل الواضح في غالبية أجهزة الدولة من حيث الإدارة وافتقادها للمؤهلين في هذه الفترة الحرجة.
المرحلة تحتاج للكثير من العمل والجهد للوصول إلى ما هو أفضل، وغير ذلك سنبقى أسرى للحالة الراهنة التي نشعر تجاهها بالأسف الشديد.