أمراض الجهاز الهضمي في رمضان .. كيف نتعامل معها؟
14-04-2021 11:09 AM
عمون - يعاني عدد كبير من الأشخاص من مشاكل أو أمراض في الجهاز الهضمي، تتنوع بين الالتهابات، مرض كرون، البواسير، عسر الهضم، القرحة، الارتجاع المريئي وغيرها.
كيف يمكن لهذه الفئات أن تصوم شهر رمضان من دون تعب، وهل منهم من هو ممنوع عن الصوم؟
الدكتور سعيد عبد الجواد، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة الإسكندرية، يجب عن هذا السؤال في الموضوع الآتي:
مرضى قرحة الاثنا عشر
يتسبب الصيام وانقطاع الطعام لفترة طويلة بحدوث آلام ومغص نتيجة زيادة حمض المعدة، والذي يؤدي إلى تآكل الاثنا عشر، وقد يؤدي لنزيف للقرحة وقيء دموي فيحدث انسداد معوي أي عدم تصريف الطعام؛ وبالتالي لا يُنصح لهذه الفئة من المرضى بالصيام.
مرضى كرون
يعتبر الصيام من الممارسات المفيدة لمرضى كرون، حيث يساهم الامتناع عن الطعام والشراب على تهدئة أعراض مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. وفي حالة عدم استقرارالمرض مع الصيام يُنصح المرضى بمراجعة الطبيب؛ لكي يستبدل الأدوية العلاجية بأخرى تكون أكثر قدرة في السيطرة على الأعراض.
مرضى التهاب المرارة
يجب التنبه إلى نوعية الطعام، حيث يجب استبعاد الدهون المشبّعة واعتماد طريقة طهي على البخار، مع عدم الإكثار من التوابل وخصوصاً الحارّة منها، لتجنّب تهيج المرارة والشعور بالألم والمغص.
مرضى الاضطرابات المعوية
قد يتسبب الصيام في عسر الهضم والانتفاخ والحرقة والتقيؤ والغازات، وربما يصل الأمر إلى الشعور بالدوار عقب الإفطار إذا كان الطعام محتوياً على الدهون المشبّعة، مثل المقالي واللحوم المدهنة وسواها. لذا، يجب التنبه إلى نوعية الطعام وطريقة تحضيره.
مرضى البواسير
يتأثر المريض بالصيام إذا تناول أطعمة تسبب الإمساك، ولذلك يجب عليه ضبط النمط الغذائي الذي يتبعه وذلك بزيادة كمية الألياف عبر تناول المزيد من السلطات ومن شوربة الخضروات، لتجنّب الإمساك الذي يُفاقم مشكلة البواسير.
مرضى سرطان المعدة
يتأثر مريض سرطان المعدة بالصيام، وقد يكون عليه الإفطار، خصوصاً إذا كان الصيام سيفاقم حالته أو يتعارض مع العلاج الذي يتلقاه. فالمرضى في مرحلة العلاج الكيميائي لا يمكنهم الصوم لأنهم بحاجة إلى تناول سوائل بكميات كبيرة على مدار اليوم. كما أنَّ العلاج الكيميائي قد يتسبب فى الإجهاد والأرق والغثيان، لذا يُحبذ تجنّب الإرهاق والعبء الإضافي.
مرضى الارتجاع المريئي
المريض يشعر بالحموضة وضيق التنفس، ومشكلته تكون عند النوم مباشرة بعد السحور؛ فهذا يعرضه لنهجان وحرقان وسعال وصعوبة بالتنفس. ننصحه بالنوم بعد السحور بثلاث ساعات حتى يتم الهضم. وبالنسبة للإفطار ينصح بأن يبدأ الصائم بالماء والتمر أو أي نوع من السوائل الحصية لتهيئة المعدة ولتجنّب الانتفاخ وتحسين عملية الهضم.
مرضى سوء التغذية وسوء الامتصاص
يؤثر الصيام على هذه النوعية من المرضى بشكل خاص وقد يتفاقم مرض سوء التغذية مما يستلزم وضع خطة صحية متوازنة للحصول على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم خلال الصوم.
مرضى السيلياك
الصوم قد يؤثر على المرضى الذين يعانون من مرض السيلياك، فإذا تناول المريض الجلوتين يقوم الجهاز المناعي في جسمه، كردة فعل، بإنتاج أجسام مضادّة لهذه المادة. وهذه الأجسام تقوم بإتلاف الجدار المبطن للأمعاء الدقيقية. ويعتمد العلاج على الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين مما يجعل الجسم محتاجاً إلى الطعام كل ثلاث ساعات، وإلا يُصاب المريض بالضعف والدوار والتعب الشديد، ويجب مراجعة الطبيب لمعرفة إمكانية الصيام.
الإسهال
قد يحدث الإسهال أثناء الصيام نتيجة الإفراز المفرط للأملاح والمياه في الجهاز المعوي بسبب استهلاك كمية كبيرة من المشروبات التي تحتوي على كميات من الكافيين. كذلك استهلاك كميات كبيرة من العصائر والمشروبات التي تحتوي على الكثير من الفركتوز، مما يؤدي إلى الإسهال والانتفاخ لدى بعض الأشخاص.
مع الإشارة إلى أنّ الصيام لا يؤدي إلى الإصابة بالإسهال، ولكن بعض الممارسات الخاطئة هي التي تؤدي إلى ذلك .
مرضى الكبد
ننصح بعدم الصوم للاشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة مثل تليف الكبد أو فشل الكبد الحاد، أو من هم بحاجة إلى تناول عدة أدوية خلال أوقات متقاربة، أو مرضى الاستسقاء الذين يتناولون أدوية مدرة للبول، أو من يصاحب مرضَ الكبد لديهم أمراضٌ أخرى كالسكري وارتفاع ضغط الدم أو الأعراض المتكررة كالغيبوبة الكبدية، فهؤلاء قد يشكل الصيام خطراً على صحتهم.
نصائح عامة لمرضى الجهاز الهضمي
وينصح الدكتور سعيد عبد الجواد المرضى بالرجوع إلى الطبيب لمعرفة مدى قدرة مريض الجهاز الهضمي على تحمل الصيام، وكذلك ضبط نوعية الأدوية لتتسق مع الصيام وعدد ساعاته، كما ينصح بتجنّب الأطعمة الدسمة والمهيجة للجهاز الهضمي، وبدء الإفطار دائماً بكوب من الماء ثمَّ التمر. وينصح أيضاً بعدم تناول كميات كبيرة من الدهون واستبدالها بألياف وكربوهيدرات معقدة للحفاظ على مستوى السكر في الدم. وأن يكون الإفطار بصفة عامة صحياً.
ويؤكد الدكتور سعيد على أهمية مضغ الطعام جيداً لعدم التعرّض لعسر الهضم، وأن يكون النوم بعد ساعتين إلى ثلاث بعد السحور تجنباً للارتجاع وسوء الهضم.
(سيدتي)